حَـاوَلْتُ أُدْرِكُ سِــــرَّ مِصْـــرَ , وَنِيْلَهَا
........... فَاحْتَرْتُ فِيْ أَمْـــرِيْ , وَتَــــاهَ دَلِيْـــــلِي
إِنْ غِبْتُ عَنْــــــهَا . لاَ تُفَـــــارِق مُهْجَتِيْ
............. حَتَّــــىَ أَعُــــوْدَ إِلَىَ ضِفَافِ النِّيــــلِ
فَــــإِذَا أَتَيْتُ , فَمَا أُقَـــاوِمُ سِــــحْرَهَا
............. وَتَخِــــرُّ أَرْبَعَـــــتِيْ مِنَ التَّبْجِيْـــــلِ
قَارَنْتُ مِصْــــرَ بِغَيْـــرِهَا , فَتَدَلَّلَــتْ
............. وَعَجِـــزْتُ أَنْ أَحْظَىَ لَهَـــا بِمَثِيْــــلِ
مَا السِّــــرُّ مِصْــــرُ ؟ فَمَنْ سِــــوَاكِ لِعَثْرَتِيْ
......... هَلْ مِنْ سَبِيْــــلٍ فِيْ شِـــــفَاءِ غَلِيْــــــلِيْ ؟
لَكِ مِنْ إِبَــاءِ الشَّامِخَـــاتِ إِلِىَ العُــــــلاَ
............. فِيْ كُـــلِّ حَقْــــلٍ مُثْبَتٍ بِدَلِيْـــــلِ
هَــــذِيْ الْحَضَـــــارَةُ مُعْجِــــزَاتٌ فيِ الـــــــوَرَىَ
........... عَقـــــِمَ الـــزَّمَانُ بِمِثْلِــــهَا كَبَـــــدِيْلِ
رَفَـــــعَ الإِلَــــهُ مَقَامَهــَا , وَأَجَــــــلَّهُ
.......... فِيْ الذِّكْـــــرِ , وَالتَّـــوْرَاةِ , وَالإِنْجِيْــــلِ
جَـــاؤا بِيُوْسُــــفَ مِنْ غَيَـــــاهِبِ ظُلْمــَةٍ
........... أَرْضَ العَــــزِيْزِ , فَكَــــانَ خَيْـــرَ نَزِيْـــلِ
مَنْ فِيْ الشِّـــــدَادِ سِـــــوَاكِ مِصْــــرُ تَكَفَّلَــــتْ
............. بَيْتَ النُّبُــــــوَّةِ مِنْ عَطَــــــاءِ نَبِيْــــلِ ؟
والنِّيْلُ يَتْبَــــعُ وَحْــــيَ مُنْشِئِ قَطْـــــرِهِ
......... كَالطَّيْـــــرِ حِيْنَ الوَحْــــيِ , عَـــــامَ الفِيْــــلِ
يَحْنُوْ عَلَــــىَ طِفْــــلٍ فَنَـــــامَ بِمَهْدِهِ
............. فَلَكَــــمْ لِنِيْلِكِ مِــــنْ يَدٍ بِجَمِيْـــــــلِ ؟
فيِ طُــــــوْرِ سَــــــيْنَاءٍ تَجَــــلَّىَ رَبُّنَا
............ فـــوْقَ الكَلِيْـــــمِ , بِــــأَوَّلِ التَّنْــــــزِيْلِ
وَكَـــــذَا البَـــتُوْلُ , أَتَتْ لِمِصْـــــرَ بِإِبْنِهَا
......... تَبْغِـــــيْ الأَمَــــانَ , وَتَحْتَمــــِيْ بِمَقِيْــــــلِ
يَكْفِيْــــكِ يَا أَرْضَ الكِنَــــانـــةِ هَاجَـــــرٌ
........... مِيْـــلِىْ بِتِيْـــــهٍ , يَا كِنَــــــانَةُ مِيْلِــــي !
يَا ( أُمَّ إِسْمَاعِيْـــــلَ) : وَصْـــــلُكِ وَاجِـــــبٌ
........... مَنْ عَــــقَّ مِصْــــرَ فَقَـــــدْ أَتَىَ بِجَلِيْــــلِ
بِثَرَاكِ يَرْقُــــدُ خَيْــــرُ عِتْرَةِ مُرْسَــــلٍ
............ طِيْـــبٌ يَفُــــوْحُ , وَبَلْسَـــــمٌ لِعَلِيْـــــلِ
هَــــذِيْ عِنَـــــايَةُ قَــــادِرٍ خُصَّــــتْ بِهَا
............. مِصْـــرٌ , لِتَبْقَىَ مَوْضِــــعَ التَّفْضِيْلِ
بُوْرِكْتِ مِصْــرُ , فَــــلاَ أَرَانِيَ بَالِغـــاً
............ حَــــقَّ الْمَدِيْحِ , وَإِنْ جَهَــــدْتُ سَبِيْـــلِي !
قَدْ شِئْتُ إِطْنَابــــاً , وَعُــــذْرِيَ أَنَّنِـــــيْ
............ أَطْفَأْتُ حِيْـــــنَ بَـــدَا سَنَـــــاكِ فَتِيْلِي !
فَالنّــُوْرُ أَنْتِ , وَلاَ ضِيَاءَ إذَا انْضَوَىَ
........... عَنَّا ضِيَـــــاؤُكِ , يَا عَــــــرُوْسَ النِّيْــــلِ
يَا مِصْــرُ : يَرْعَــــــاكِ الإِلَــهُ كَمَا رَعَـىَ
............ تَنْزِيْلـــــَهُ مِنْ عَــــــابِـثٍ وَدَخِيْـــــلِ !!
بقلم الشاعر / جمال حمدان
مهداة للاستاذ عيد عبدالستار