جلست أمام والدها وقد قطبت جبينها كانها تجمع بين عينها كل عنادها
وكل حياتها وكل قوتها.........وقالت فى صوت متحفز ليس فيه ضعف ولا بكاء ولا استجداء
-إنى احبه
وارتسمت نظرات دهشه على وجه الاب ...أحس أن ابنته صفعته
ولكنه لم يتألم من الصفعه إنما دهش لها.. دهش لهذه ألجرأه وهذه الوقاحه
وهم بأن يصرخ فى وجهها ويرد لها الصفعه صفعتين ولكنه تمالك نفسه وضغط على أعصابه بكل قوته
وقال فى هدوء مرتعش :
-منذ متى؟
-منذ عام وأكثر
-وكنت تلتقين به؟
-وقالت فى جرأة:نعم ..كثيراً
-أين ؟
-فى بيته !!
واحتقن وجه الاب .ولكنه ظل متمالكاً نفسه ،وعاد يسأل:
-فى بيته ...وحدكما؟
-لقد قدمنى إلى شقيقاته...وأمه!
-هل قبلك؟
-نعم
-ولم تخجلى؟..لو يؤنبك ضميرك؟
-لم أشعر بالخجل ولا بالتأنيب الضمير...شعرت بالحب!
-هل طلبك للزواج؟
-سنتزوج،ولكنه لا يستطيع ان يطلبنى للزواج الان..إنه لا يزال طالباً،ولا يستطيع أن يعد لى بيتاً
-هل أخبرت أمك بكل ذلك؟
-لا......خفت ألا تفهمنى!
-ولماذا تخبريننى أنا؟
-لأنى أحترمك...لدرجه أنى لا أستطيع أن أخفى عنك سراً ،ومقتنعة بك لدرجه أنى واثقه أنك ستفهمنى وتفهم سرى
وسكت الاب قليلا كأنه يفكر ،ثم قال:
-هل أستطيع أن أعرفه؟
وانفجرت أساريرها،وأضاء النور وجهها،وقالت فى فرحه:
-نعم ...بالطبع
-ادعيه لتناول الشاى معنا ،غداً
وجاء الفتى فى الغد...خجولاً مرتبكاً...وجلس بين أفراد العائله كلهم...
الأب والأم والإخوه...وكان الأب ينظر إليه متفحصاً كأنه يبحث فى صدره عن أثار الجريمه..
ولكنه لم يستطع أن يقنع نفسه بأن هناك جريمه أو أثراً لها..
وابتسم وهو يجد أبنائه وقد انصرفوا إلى الفتى فى حديث طويل.........
واصبح صديقاًللعائله وحبيباً للابنه..ثم تصادقت العائلتان..الأب والأب..والأم والأم..والإخوه والإخوه
وبعد عامين ..تم الزواج
تمت.....
من روائع الكاتب الفنان المذهل الاستاذ:
(إحسان عبد القدوس)"من روايه منتهى الحب"
اختكم هند
ياريت اعرف استفدتم من القصه دى ايه؟؟؟