مدرسة النهضة الثانوية للبنات
اهلا بكم في منتدى مدرسة النهضة الثانوية للبنات
مدرسة النهضة الثانوية للبنات
اهلا بكم في منتدى مدرسة النهضة الثانوية للبنات
مدرسة النهضة الثانوية للبنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة النهضة الثانوية للبنات

منتدى تعليمي تثقيفي ترفيهي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الموقع الرسمي لمدرسة النهضة الثانوية للبنات : www.nahdabanat.freetzi.com
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

انشط عضو في هذا الاسبوع  بسبوسة


أفضل موضوع لهذا الأسبوع هو ( شيخ العرب همام ) في ( تراث وموروثات )

حمدا لله على السلامة استاذ سيد عبدالكريم

كل عام وانتم بخير



 

 مساعدة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
sweet20
عضو مجتهد
عضو مجتهد
sweet20


انثى عدد المشاركات : 42
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 25/01/2011

مساعدة  Empty
مُساهمةموضوع: مساعدة    مساعدة  Icon_minitimeالثلاثاء 8 فبراير - 20:57:10

كيف انعكست ظروف ادباء المهجر على الانتاج الادبي فيها من حيث المواضيع والقضايا ؟؟


بليزززززز مساعدة في اسرع وقت confused
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريناد55
عضو ذهبي
عضو ذهبي
ريناد55


انثى عدد المشاركات : 577
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 06/12/2010

مساعدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعدة    مساعدة  Icon_minitimeالخميس 17 فبراير - 5:35:27

دراسات ومقالات في الأدب المهجري
..........................................

خواطر في الأدب العربي المهجري المعاصر



بقلم الكاتب: لطفي حداد



المهجر الجديد:

إذا كان المهجر والأدب المهجري في بدايات القرن العشرين أميركيًّا ، ولبناني الطابع بشكل أساسي، فإن المهجر الجديد هو أوروبي وعراقيّ الصبغة.

هناك اختلافات جذرية بين المهجر القديم والجديد.. فالهجرة في السابق كانت غربة وعزلة شديدتين حيث طرق المواصلات بطيئة وغالية ، وأغلب المهاجرين لا يعرفون لغات المجتمعات الجديدة ولا شيء عن تلك الحضارات.. أما اليوم فالمهاجرون الذين يعيشون في أوروبا أو أميركا يستطيعون قراءة الجرائد العربية اليومية عبر الانترنت أو الصحف الورقية التي تصل إلى أماكن متعددة من العالم. كذلك يستطيعون التنقل بحرية وبساطة بين الوطن الأم والمهجر (إذا لم يكن هناك مانع سياسي) وهم بسبب الانفتاح العالمي و «العولمة» يعرفون مسبقًا الكثير من أنماط العيش في تلك المهاجر قبل أن يصلوها... فالمهجر الجديد أسهل بكثير من المهجر القديم من هذه النواحي ، رغم أنَ العزلة قد تكون شديدة بسبب الحنين اليومي والجرح النازف كل لحظة نتيجة معايشة أخبار الوطن عن بعد.

* * *

يبدأ الحنين منذ اللحظة الأولى ، ويتحول مع الزمن إلى صراع نفسي بين الذاكرة والواقع، ثم يحصل نوع من الراحة والتأقلم عندما يفهم الكاتب أن البيئة الجديدة تقدم له ساحة لقاء تستقبل فكره الثوري الذي رفضته بلاده، فتعوّض حضارةُ الرقي الإنساني والانفتاح الثقافي قليلاً عن فكرة الوطن ليصير الوطن الحقيقي ـ عند بعض الذين نجحوا في الخارج ـ أبعد من الحدود الجغرافية للوطن العربي، بل ممتدًا على الأرض كلها.

لكن الكثيرين يفكرون بالمنفى ويشعرون أنهم أدباء منفى. فلماذا هذا الاسم ؟

أولاً: لأنه إما أن تمتزج بالمجتمع الجديد وتصير واحدًا معه، أو أن تعيش وجع المنفى واغتراب الروح والأرق المكرَّس للأبد، وهذا الوجع والاغتراب والأرق هو ما يعيشه أغلب الأدباء المنفيين.

ثانيًا: لأن الوطن ليس مكان الذكريات الماضية، ولا حلم المستقبل الذي يأتي ولا يأتي. لكنه لحظة عشق نختارها حتى الموت، ونرحل نحوها كغرباء ومنفيين.. يكوينا الشوق، وتنهبنا لهفة اللقاء. وهذه اللحظة العشقيّة قد اختارها أغلب الأدباء المنفيين.

ثالثًا: لأنهم يعيشون في الشتات أحلام الحرف والوطن والهوية، ويسعون للحرية وقلوبهم مأسورة هناك بين المحيطين!!

رابعاً وليس أخيرًا: لأنهم يعشقون، وعشقهم أوسع من عيونهم التي تربّي رويدًا رويدًا طيور العودة إلى الوطن.

وهكذا فهناك أدب مهجريّ وأدب منفيّ وأدب مغترب (وهو أدب مسافر في مجاهل الإنسانية والكون وفي داخل النفس البشرية نحو حقيقة ما، يبحث عنها الأديب خارج حدود أرضه ومحيطه وكيانه).

* * *

المراهنة على أدب المنفى:

كيف يمكن للأدب والفنون ـ أي الشعر والرواية والمسرح والموسيقى والرسم _ أن تنمو وتنضج في ظل الأنظمة العربية الحالية، التي لا تؤمن بالحوار والاختلاف!! الثقافة تتطلب الحوار، والحوار ينمو في تربة الاختلاف، لذلك أرى أن المهاجر الأوربية والأمريكية هي خير بيئة لنمو الثقافة العربية المعاصرة وحصول حوار حقيقي، بسبب تعدد الثقافات وتنوعها واختلاف الآداب المجاورة للأدب العربي، بشكل يسمح بلقاء الآخر دون تسلّط واستبداد.

فالأدب العربي المنفي هو رسالة نبوية من أجل أدب عربي ناضج ومتدفق.

* * *

الشرق الأوسط تفهمه في المهجر:

كذلك يحمل أدب المنفى رسالة نبوية لأنه يسعى إلى فهم الواقع العربي والتعبير عنه بلا خوف أو تردد، فالأدب في الداخل ما يزال مهددًا بالرقابة والسلطات الدينية والسياسية، كما أن فهم الوضع العربي يكون أكثر وضوحًا من الخارج. إنّ الأدب المهجري الحالي ـ إذا وعى دوره ومسؤوليته ـ هو الذي يملك الإمكانيات والرؤيا لعمل ثورة في الأدب العربي كله.. لأنه يرى أفضل، ويفهم ويستوعب ويهضم، ويفسر عن بعد، دون أن يضيع في التفاصيل المضللة.

***

الأديب المنفي:

الكاتب لا يعيش في وطن، إنه يرتحل نحو وطن، إنه يؤمن بأن السماء هي الآخرون، ويعيش الكلمة كوطن.. إنه يفهم الانتماء كحاجة طفولية ويتخطاه، لكنه يبقى يحب أن يعود إلى حارته يومًا ويسهر على عتبات بيته.

إنه يظن أن نبوة اللحظة الحاضرة هي الانفتاح على الثقافات المتعددة وقلوب الآخرين،

إنه يحلم بالحرية ليل نهار، ويسافر إلى أرض ميعاده في العيون الصادقة..

إنه الإنسان بضياعه وفرحه وصدقه ومغامرته وجبروته وهزيمته ولوعته وحضارته!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريناد55
عضو ذهبي
عضو ذهبي
ريناد55


انثى عدد المشاركات : 577
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 06/12/2010

مساعدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعدة    مساعدة  Icon_minitimeالخميس 17 فبراير - 5:35:56

هذه بعض هواجس الأديب المنفي!!

* * *

اللغة هي الوطن:

حين يكون كل شيء وكل شخص حولك غريباً، أو بالأحرى تكون أنت الغريب وسط كل شيء وكل حياة، تصير الكلمات رحمًا أخرى تدخلها لتطمئن قليلاً وتستدفئ لبعض الوقت!

بالنسبة للمنفي الشعر حياة ، والقصة تجسّدٌ للجوع الروحي، والرواية سفر في الماضي والوطن..

الأدب المنفي ظاهرة عالمية يضم أدب المنفى العربي داخل جناحيه كأحد جراح، لأن الأدب الحقيقي هو الخارج عن الحدود، الناظر من بعيد لجمال القرية والشاطئ والمقهى، الباحث عن الحقيقة في كل اللغات والعيون والأمكنة، المتحرر من الجغرافيا.

إنه أدب المنفى بلا وطن لأن اللغة وطنه.. اللغة رحم!! اللغة ولادة!

* * *

التكفير وحرية التعبير:

ظاهرة التكفير واحدة من الأشياء المضحكة المبكية في وطننا.. ويبدو أنها تنتصر في معظم الأحوال على حرية التعبير.. فالكثير من الكتب الأدبية تمنع من الدخول إلى بلد عربي أو أكثر. وبالنسبة لأدب المهجر فإنني أتوقع أن معظم الكتب التي ألّفها أدباء عراقيون مثلاً لم تدخل كثيراً من البلاد العربية.. لكن الأدباء دائمًا يجدون الحيل لإيصال كلماتهم إلى الناس. فمن تلك الحيل إرسال كتاب واحد تُنسخ منه مئات أو آلاف النسخ، وتوزع أو تباع بأسعار زهيدة جدًا.. طبعًا كانت هذه الظاهرة واضحة جدًا في العراق قبل الحرب لأن كل أدب من الخارج محرّم..



يعاني أدباء الداخل من تحديد حرية التعبير أكثر بكثير من أدباء الخارج الذين يستطيعون طباعة كتبهم في لبنان (حيث الرقابة أقل من بقية الدول العربية) أو في إنكلترا وألمانيا (هناك العديد من الدور العربية للنشر). لكن الثالوث المحرّم (اللا والدين والسياسة) ما يزال يضغط على الأقلام ويحدّد ما يجب أن يكتب وما يقع داخل دائرة التكفير. وتبقى مشاكل العرب الأساسية (جنون النفط، الأصولية السياسية، أو الديكتاتورية السلطوية) بعيدة عن التناول، وإن كُتبت عنها مادة أدبية، لا تصل إلى الجمهور المتعطش لحرية التعبير.

* * *

الأدب العربي القديم:

إن المنفى الأدبي ليس جديدًا تمامًا في الأدب العربي فقد شعر الكثير من الأدباء العرب عبر التاريخ بمعنى الاغتراب والبعد عن الوطن. واشتاقوا إلى الأمكنة التي تركوا ، والمنازل التي هجروا.. وهكذا صارت المقدمة الطللية (من الوقوف على الأطلال) نهجًا تقليديًا استهلت بها المعلقات، وكثير من القصائد العصماء المشهورة. فها هو امرؤ القيس يبتدئ معلقته قائلاً:

قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ

وقوفًا بها صحبي عليّ مطيّهــم يقولـون لا تهلك أسى وتجمّلِ

وإن شفائي عبرة مهــراقة فهل عند رسم دارس من معوّلِ

ومن قصائد الحنين والغربة غير المعلقات نجد بعض الأبيات المشهورة للمتنبي، خاصة في بلاد فارس حيث يقول:

مغاني الشعب طيبًا في المغاني بمنزلة الربيع من الزمانِ

ولكنّ الفتى العربيّ فيها غريبُ الوجهِ واليد واللسانِ

كذلك عبّر أبو تمام عن حنينه إلى أرضه وبيته وحبه الأول إذ يقول:

نقل فؤادك حين شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأوّلِ

كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدًا لأوّلِ منزلِ

وحين يبتعد الشاعر عن أهله وأحبائه ووطنه لأنه في سجن أو أسر، فإن القصائد تخرج ملتهبة دامعة شديدة اللوعة. فها هو أبو فراس الحمداني يسمع هديل حمامة على شجرة عالية قرب سجنه في بلاد الروم فيتذكر الأهل والوطن ويقول:

أقول وقد ناحت بقربي حمامة أيا جارتا، لو تشعرين بحالي

أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا تعالي أقاسمك الهموم تعالي

أيضحك مأسور وتبكي طليقة ويسكُت محزون ويندب سالِ

لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة ولكن دمعي في الحوادث غالِ

وفي الأندلس، المهجر العربي القديم، نسمع الأمير عبد الرحمن الداخل من القرن الثامن يقول بعد أن نظر إلى نخلة فهاج شجنه وتذكر وطنه:

تبدّت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل

فقلت شبيهي في التغرب والنوى وطول التنائي عن بيتي وعن أهلي

ولما عاد ابن عبد السلام الخشني إلى الأندلس ـ بعد غياب خمس وعشرين سنة (كما يحدث لكثير من الأدباء المهجرين المعاصرين) ـ شعر كأنه لم يرحل ولم يغب قط عنها لأنها بقيت في قلبه وضميره ليل نهار. يقول:

كأن لم يكن بينٌ ولم تكن فرقة إذا كان من بعد الفراق تلاقِ

كأن لم تؤرق بالعراقين مقلتي ولم تمر كفُّ الشوق ماء مآقي

وأختتم هذا المقطع بنونية ابن زيدون الذي اكتوى بنار الهجر والسجن والبعاد عن الوطن:

أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا

بنتم وبنّا فما ابتلّت جوانحنا شوقًا إليكم ولا جفّت مآقينا

نكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

حالت لفقدكم أيامنا فغدت سودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريناد55
عضو ذهبي
عضو ذهبي
ريناد55


انثى عدد المشاركات : 577
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 06/12/2010

مساعدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعدة    مساعدة  Icon_minitimeالخميس 17 فبراير - 5:36:22

لأدب المهجري في أوائل القرن العشرين:

لم تكن الهجرة الأدبية والفكرية إلى أميركا مقتصرة على اللبنانيين، فهناك جماعات سورية وفلسطينية أيضًا ومهاجر أخرى مثل كندا ودول أميركا اللاتينية كالبرازيل والأرجنتين وفنزويلا. هناك تشابه واضح وجميل بين الأدب المهجري في العصر الحديث والأدب الأندلسي في القرن السابع الميلادي. لكن اختلافًا واضحًا أيضًا بين الأدبين يكمن في أسباب الهجرة. ففي الأول كان السبب العامل السياسي المتمثل في اضطهاد الحريات أيام الحكم العثماني بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية وضيق المعيشة. أما الأدب الأندلسي فقد نشأ من هجرة القبائل والجيوش العربية إلى بلاد إسبانيا بعد الفتح الإسلامي حيث لم يكن هناك اضطهاد سياسي ولا ضيق اقتصادي. لقد بلغ عدد المهاجرين بين عامي1889ـ 1919 نحو ستين ألفًا، وكان أول مهاجر عربي هو أنطون البشعلاني اللبناني الذي هاجر عام 1854 إلى أميركا الشمالية ومات بعد سنتين من هجرته. أما أول أديب هاجر إلى الأرض الجديدة فكان ميخائيل رستم والد الشاعر أسعد رستم. وبلغت موجات الهجرة قمتها عام 1913.

* * *

الجماعات الأدبية العربية في المهجر بداية القرن العشرين:

* الرابطة القلمية: أنشئت هذه الرابطة في نيويورك في 3 نيسان عام 1920 بدعوة من الأديب عبد المسيح حداد (1890ـ1963) صاحب جريدة «السائح» ومؤلف كتاب «حكايات المهجر». وقد أصبحت جريدة السائح لسانها الناطق، فصدرت أعداد ممتازة منها تصور الحياة الأدبية في المهجر. كذلك يعتبر كتاب الغربال لمخائيل نعيمة الصادر عام 1923 ممثلاً لأفكار الرابطة وروحها التجديدية.

* العصبة الأندلسية: قامت في المهجر الأمريكي الجنوبي عام 1922، في البرازيل بمدينة سان باولو، وكان مؤسسها الشاعر القروي. وقد اتسمت هذه الحركة الأدبية بالهدوء والاتزان والتقليدية فلم تُنتقد كشقيقتها الرابطة القلمية المجدّدة والثورية.

أنشأت العصبة الأندلسية مجلة أدبية حملت اسمها وضمت الكثير من الشعراء والكتاب.

* رابطة منيرفا: أسسها الشاعر المصري المهجري د. أحمد زكي أبو شادي عام 1948 في نيويورك، وكان رئيسها، وانتهت بوفاته، وليس لها أثر كبير في الشعر المهجري.

* الرابطة الأدبية: أنشئت في الأرجنتين عام 1949على يد الشاعر جورج صيدح، واختفت بعد عامين إثر عودة صيدح إلى الوطن.

* * *

هواجس المهجريين:

في قصيدة المواكب لجبران نرى سعي الإنسان إلى السعادة والخلود في عوالم أخرى غير التي يقترحها الشاعر، وهي الغابة، حيث الانعتاق من المحدود ومعانقة المطلق في فرح الراعي على أنغام الناي التي تجسد وتجمع في ذاتها الكون كله.

وهكذا نجد أيضًا عند إيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة هذا النوع من السعي إلى الخلود عن طريق الفلسفة الروحانية المعتمدة على البساطة والعيش في الطبيعة والاتحاد بنغمات الكون الأزلية..

لكن الجواب ليس واضحًا دائمًا فأبو ماضي يعيش اللا أدريّة في لحظات طويلة من حياته، كما أن نعيمة وعريضة يبحثان عن الإنسان ومعنى وحدته وضياع طريقه.

وتبقى الروح الصوفية والنزعة الإنسانية والطبيعة الشفافة لكل أعمال هؤلاء المهجرين واضحة ومشعة وموحية عبر الزمن. إنهم في بحثهم عن معنى الوجود خارج رحم الوطن، وتلمسهم قرارة العدم

واللا معنى، يصلون رويدًا رويدًا إلى حقيقة الصداقة والحب، حيث لا يعود الحنين هربًا إلى الماضي بل غذاءً روحيًا مخصبًا ودافعًا لطيفًا نحو الوطن الأكبر، قلب الإنسانية.

إن الأدب المهجري شكل مدرسة متكاملة رومانطيقية، أساتذتها هؤلاء الشعراء المتمردون المفتشون عن الحرية والمعنى، المغتربون في عالم آخر خارجي وعوالم كثيرة داخلية ، حيث السفر إلى العمق يتطلب جهدًا أكبر من العودة إلى الوطن الجغرافي، وحيث اكتشاف الذّات قد انطبع لديهم بنزعة صوفية وفلسفية متأثرة بالتيارات الفكرية المعاصرة لهم.

* * *

يقول توفيق الحكيم، الروائي المصري المعروف:

"أدبنا الحديث أدب مراحل بل أدب موجات متداخلة، فالموجة الأولى سورية. قد اندفعت من سوريا ولبنان وهي موجة يمكن أن ندعوها بالكلاسيكية الجديدة، بعثت الحياة في الأدب عن طريق تلقيحها الأسلوب القديم ببعض الفكر الغربي، وهي موجة أنتجت الشدياق واليازجي وفرح أنطون. وأخرجت في مصر بعض شعراء الجيل الأسبق وكتابه. ولعل الرمز الأكمل هو تعريب البستاني للإلياذة. والموجة الثانية أميركية وهي التي انطلقت من المهجر. ففي المهجر، للمرة الأولى في أدبنا الحديث، ولدت المدرسة الرومانتكية العربية وانبجس الشعر الغنائي والنثر الصوفي، حاملاً نسيم لبنان إلى الحضارة الأميركية ممثلاً في الريحاني وجبران ونعيمة وأبي ماضي."



وأضيف هنا إلى مقولة الحكيم: "والموجة الثالثة عراقية خصوصًا في مجال الشعر وابتدأت في الستينات وحملت راية التجديد عبر العقود الماضية متمركزة بشكل خاص خارج العراق وأغلبها في المنافي الأوربية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريناد55
عضو ذهبي
عضو ذهبي
ريناد55


انثى عدد المشاركات : 577
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 06/12/2010

مساعدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعدة    مساعدة  Icon_minitimeالخميس 17 فبراير - 5:36:52

خصائص الأدب المهجري:

يغلب الطابع الإنساني (كالحنين ومحبة الوطن)، والقيم الفاضلة (كالحرية والانفتاح على الآخر)، على الأدب المهجري منذ نشأته في بداية القرن العشرين وحتى اليوم، رغم تغير التوزع الجغرافي للأدب وبروز الوجه العراقي بشكل واضح . فإذا كان الأدب المهجري في السابق في القارة الأميركية بشكل غالب وبألسنة لبنانية وسورية ، فإنه حاليًا يتمركز في أوربا وبأغلبية عراقية.

هذا الأدب المهجري الحالي هو أدب منفتح على الثقافات الأخرى وناضج ومتحرر ومتفاعل مع الحضارات المجاورة.

ورغم غلبة السريالية في الشعر إلا أن هناك الكثير من التأثر بالرومانسية الفرنسية، والكلاسيكية العربية. أغلب الشعراء المهجريين الحاليين يكتبون نوعًا من القصيدة النثرية، وبعضهم يكتب قصائد موزونة " قصيدة التفعيلة" ، ونادرون من حافظوا على القصيدة العمودية. أما الروائيون فما يزالون يكتبون عن الوطن والحنين، وعن المنفى والعزلة، وعن الحرب والموت والفشل، وقد تطور هذا الشكل الأدبي كثيرًا عن بدايات القرن العشرين وصار يزاحم بقوة الأشكال الأخرى خاصة الشعر. فالرواية العربية المهجرية شكل أدبي جديد ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين بشكل أساسي. أما قبل ذلك فكان هناك محاولات بسيطة ومتواضعة مثل رواية «من المهد إلى اللحد» لأنطون شكور الذي كان يقيم في البرازيل. ورواية نظير زيتون «ذنوب الآباء». ورواية «في سبيل الحرية» لإلياس قنصل. وبعض المسرحيات مثل مسرحية «الآباء والبنون» لميخائيل نعيمة ومسرحية «ابن حامد» لفوزي المعلوف.

* * *

من خصائص الأدب المهجري الحالي موضوع الحرية والتحرر، بصياغات مختلفة متنوعة، وروح تقدمية منفتحة مصغية وإنسانية. إن هذه القيم العميقة كالبحث عن الوطن والمعنى والحقيقة ، والشوق إلى الديمقراطية والعدالة والأخوة والمساواة ، بروح وطنية صادقة واحترام لحقوق الإنسان الأساسية، أقول إن هذه القيم سيكون لها طابعها الخاص وتأثيرها الإيجابي على الأدب العربي عبر العقود القادمة. وإن الألم الذي يعانيه الأدب المنفيّ سيكرّس هذه القيم للأبد في قلب تاريخ الأدب العربيّ.

الأدب المهجري أدب مهموس (كما يسميه الناقد الدكتور محمد مندور) لأنه عميق وواقعي ومرتبط بالحياة وليس فيه الخطابية والسطحية الثقافية.

ويقول جورج صيدح (أحد الأدباء المهجريين): لقد طبعت شمس الغرب ألوانها على أوراق الأدب المهجري.. أما لبّه فيحيا على إشعاع الشرق، وقلبه يختلج بنسمات الصحراء... ويجعل الموهبة الفطرية لا الثقافة هي مفتاح السرّ في تفوّق أدب المهجر، مع الجد والاجتهاد والتأمل العميق. تنطبق هاتان المقولتان على الأدب المهجري الحالي بشكل واضح وصادق وتنطبقان على أدب المنفى العالمي بشكل عام ، لأن هذه الظاهرة الجديدة، أعني ظاهرة المنفى، لم تقتصر على العرب في العقود القليلة الماضية بل شملت شعوبًا كثيرة وبالتالي أدباء كثيرين.

* * *

الحياة المهجرية:

يعيش الكثير من الأدباء العرب في المهجر أو المنفى حياة صعبة ويضطرون للعمل في المطاعم والمحلات التجارية ومحطات البنزين لكسب المعيشة وتوفير ضروريات الحياة، وهذا مشابه إلى حد بعيد بوضع الأدباء المهجرين في أوائل القرن العشرين (كما نقرأ في كتاب «المغتربون» لعبد اللطيف اليونس، وكتاب «ذكرى الهجرة» لتوفيق ضعون). بالمقابل هناك نجاحات المغتربين في كافة المجالات حيث عملوا في كل حرفة وأبدعوا في كل علم تمامًا كحال المهجريين الحاليين الذين حازوا على جوائز كثيرة في مجالات الأدب والاقتصاد والعلم.

لقد عاش المهاجرون في الماضي جماعات يكونون جاليات عربية ، ومن الناحية الأدبية كانت نيويورك في بداية القرن العشرين أهم الجاليات الأدبية. بالمقابل تشكل باريس ولندن حاليًا أهم المراكز الأدبية والثقافية العربية ، وليس هناك جالية عربية أدبية قوية في أميركا (باستثناء قليل من الأدباء الموزعين على الولايات الأميركية ولديهم علاقات عرضية فيما بينهم).

تغير أيضًا التوزع الجغرافي بالنسبة لأميركا الجنوبية حيث لا نجد حاليًا أي أديب يكتب بالعربية في كل القارة الأميركية الجنوبية (باستثناء الشاعر اللبناني قيصر عفيف الذي يعيش في المكسيك) بينما كانت أميركا الجنوبية حافلة بالأدباء المهجريين مثل جورج صيدح، رشيد سليم الخوري، نظير زيتون، شفيق معلوف، فوزي معلوف، إلياس فرحات، إلياس قنصل، زكي قنصل، شكرالله الجر، نعمة قازان، حبيب مسعود، توفيق ضعون، وغيرهم. كذلك أسس المهجريون النوادي الأدبية والجماعات الأدبية المختلفة، والمطابع العربية، والصحف والمجلات العربية (أول صحيفة عربية ظهرت في المهجر الأمريكي كانت "كوكب أمريكا" عام 1892، أصدرها إبراهيم ونجيب عربيلي).

* * *

فسيفساء الأدب المهجري:

رغم الحضور القوي والغامر للشعر العراقي الذكوري في المشهد الأدبي المهجري المعاصر، إلا أن هناك تلوينات وتنويعات مختلفة ومهمة ومتعددة تعطي المشهد العام شكل فسيفساء عربية راقية رائعة..

فالأصوات النسائية من الأقطار العربية المختلفة والمهاجرة لأسباب مختلفة تعطي توازنًا ضروريًا للاستمرار، كذلك حضور اللون القصصي واللون الروائيّ الناضجين يعطي اللوحة جمالاً خاصًا يقرّبها من الكمال.

وإن الأقلية الأدبية من شمال أفريقيا تخلق مع كل ما سبق أدبًا مهجريًا متناغمًا متجانسًا بألوان متنوعة متناسقة تشكل معًا لوحة الأدب المهجري المعاصر.

أضيفت في22/05/2006/ خاص القصة السورية / المصدر الكاتب







كثيرون يكتبون خارج بلادهم

فهل يصح الحديث عن أدب مهجري جديد؟



تحقيق بقلم الكاتب: اسكندر حبش*



لو حاولنا اليوم، أن نقوم بلعبة صغيرة، تتمثل في إحصاء عدد الكتّاب العرب الذين يعيشون خارج بلادهم لوقفنا مندهشين فعلا، أمام العدد الكبير الذي يظهر أمامنا. كأن كل شيء يوحي بأن المجتمعات العربية <آيلة إلى السقوط والزوال>. من هنا حركة الهجرة الكثيفة هذه، التي تملك أسبابها المتعددة.

بالتأكيد، قد تختلف أسباب الرحيل عن مسقط الرأس بين شخص وآخر. ففي مواجهة الحالة العراقية مثلا (التي نفهمها في ظل النظام القديم)، تقف حالات أخرى متنوعة الأسباب، وهي تمتد إلى مختلف اللايات العربية الأخرى.



في جميع الأحوال، لا بد أن نذكر أن <مواسم الهجرة> عندنا، لم تكن وليدة <الأزمنة المعاصرة>. فلو عدنا بالذاكرة إلى الوراء القريب، لوجدنا أن القرن التاسع عشر حمل في طياته بذور هذه الحالة، وبشكل مكثف. رحل الكثيرون يومها هربا من الاضطهاد العثماني بحثا عن الحرية. هرب الكثيرون أيضا بحثا عن لقمة العيش، وتجنبا للمجاعة. لكن ثمة اختلافات حالية تكمن في أن الهجرة لا تقتصر، بنسبة كبيرة على اللبنانيين، مثلما كان الأمر في الماضي، إذ نجد كما قلنا العديد من اللايات العربية المختلفة. كما أن مدى الانتشار، لم يعد مقتصرا على الأميركيتين مثلما كانت العادة بل تخطى الأمر جميع الحدود المعروفة، ليشمل جميع البلدان من دون استثناء. لم يعد هناك من مركز واحد، بل لنقل في كل بلد، أصبحنا نجد مراكز متعددة ومختلفة.



وبين ذلك كله، أين يقف الأدب العربي المعاصر من هذه القضايا؟ لنقل بداية، إن واحدة من أكثر الحركات الثقافية تأثيرا، في آدابنا المعاصرة، كانت حركة الأدب المهجري، عبر <الرابطة القلمية> (في أميركا الشمالية، الولايات المتحدة) و<العصبة الأندلسية> (في أميركا الجنوبية، البرازيل تحديدا). عديدة هي الأفكار الجديدة التي غذّت الأدب العربي، في بداية القرن العشرين، كانت نابعة من هذا الاتصال المباشر بالآخر، مع هذا المكان الجديد الذي أنتجت منه حركة أفكار كبيرة. وإلا كيف نفهم، على سبيل المثال لا الحصر، المقدمة التي كتبها أمين الريحاني لديوانه <هتاف الأودية> (العام 1905) والتي تحدث فيها عن الشعر الجديد، المنثور، متأثرا بكلامه بالشاعر الأميركي والت ويتمان؟ بالإضافة إلى العديد من الموضوعات الاجتماعية التي شكلت يومها أدبا اجتماعيا، ملتزما، إذا جاز التعبير، بقضايا الناس الذين يعيشون في الوطن الأم.



نقطة التأثير هذه، يتناولها الشاعر العراقي شاكر لعيبي، (المقيم في سويسرا) بالقول: <نلاحظ أن التلاقح مع مصادر أجنبية، إلى جانب المراجع التاريخية للشعر العربي، قد قاد إلى إحداث تغيرات جمالية بارزة في الشعر العربي، إذا لم نقل قطيعة إبستمولوجية. هكذا سينقاد الشعر عبر قراءة ما للشعر الإنكليزي سنوات الأربعينيات إلى ولادة الشعر الحر على يد الملائكة والسيّاب والبياتي وغيرهم، وفي الستينيات قادت قراءة الشعر الفرنسي في لبنان إلى انبثاق ما يسمى الآن قصيدة النثر، وأوصلت قراءة عميقة للشعر الروسي إلى (القصيدة المدوّرة) على يد حسب الشيخ جعفر، وقاد الانحناء على الأدب البريطاني والفرنسي والألماني إلى تحولات شعرية ونثرية عند أكثر من شاعر عراقي في العشرين سنة الأخيرة. وفي هذا الإطار يتوجب في يقيننا النظر إلى الأساسيّ من الشعر العراقي المكتوب خارج العراق مثلا>.



إزاء ذلك كلّه، أي إزاء هذه الهجرات الكثيفة التي نعرفها اليوم، هل تأثر الأدب العربي الحديث بذلك؟ أي هل هناك اليوم أدب مهجري جدي؟ هل يلعب المكان الجديد دورا في الكتابة؟



وفق هذه الآلية، حاولنا أن نطرح سؤالا على عدد من الكُتّاب العرب <المهاجرين>، مفاده: <الأدب، بمعنى من المعاني، هو أيضا ابن مكانه ومجتمعه الذي ينشأ فيه. أنت أحد الذين غادروا مكانهم الأول، ليعيش بعيدا عنه منذ سنين عديدة. ربما تصح تسمية المنفى، لكن لنسمي ذلك <مهجرا> جديدا، من هنا ثمة سؤال يطرح نفسه اليوم: هل هناك أدب عربي مهجري جديد؟ إلى أي حد لعب المكان الجديد في صوغ كتابتك؟>



يقول الشاعر الكويتي محمد جابر النبهان (يقيم في كندا): <بداية أستطيع أن أقول، هناك ملامح لأدب مهجري جديد وهذا ما نسعى إلى تقصيه وبحثه ودراسته من خلال إطلاقنا مؤسسة <جذور> في أميركا الشمالية كمؤسسة تعنى بالأدب المهجري الجديد. في المهجر ثمة أدب له ميزة خاصة، لو رصدناه نقديا بشكل مدروس، لثبت لدينا ما يمكن تسميته بأدب مهجري جديد. إن تسمية منفى هنا لا تصح كثيرا واتفق على تنحيتها، لأن <منفى> لها تبعاتها السياسية الكثيرة، وأنّ المنفيّ شخص خارج برسم العودة ريثما يتغير وضعه أو وضع البلد. أما المهاجر فأسبابه كثيرة وحسابات العودة والعيش في الخارج متعددة، لهذا يوجد فرق كبير بين المفردتين ومن ثم المصطلحين.



قد يكون موقف الشاعر العراقي خالد المعالي (يقيم في ألمانيا) مخالفا كثيرا لموقف زميله النبهان، إذ يجد: <الأدب هو الأدب، يكون أو لا يكون ويكتب أينما كان، التسميات تعني بما هو خارج ولا تخص الجوهر. أتيت إلى أوروبا شابا يافعاً، ولكني ما زلت اكتب فيما أكتب عن مكاني الأول، ويجب عليّ أن أتأثر بالأمكنة الأخرى، بمجتمعاتها، بلغاتها! وأعتقد بان من لا يتأثر اثنان: واحد لم يغادر وآخر غادر ومعه خيمته، وهما ربما في الحصيلة النهائية لا شيء لديهما يتعرّض للتأثير! استطعت في ظلال لغات وثقافات أخرى ان أرى مكاني ومجتمعي ولغتي بطريقة أخرى، ربما انفلت من ضيق الأفق والرقابة التلقائية التي كانت ستتحكم بكتابتي لو بقيت هناك! وهذا لا يحول أدبي إلى أدب مهجري أو أدب منفى... الى آخر ما هنالك من افتراضات يُتحدث عنها أو يلجأ إليها هذا وذاك من أجل إبراز هول المعاناة. وهذه موضوعة كما هو معروف لا علاقة لها بالأدب!>



تشدّد الشاعرة السورية جاكلين سلام (المقيمة في كندا) في كلامها على تأثير المكان في قصيدتها، فهي تجد أنه: <في كندا، المكان الذي أقيم فيه أجد أن أوائل الأدب الكندي كتبه مهاجرون من العالم ولكل خصوصيته. وباطلاعي على ما كتبه هؤلاء، أجد تفاصيل المكان وتاريخه. ويمكنني القول إن ما يكتبه الشاعر الآتي من أحزان سراييفو، له ثيمة وبنية وعجينة تختلف عما كتبه الشاعر وديع سعادة، حيث نجد العلاقة بالمكان قائمة من خلال <النافذة> التي تأخذه إلى شتلة الحبق على عتبة بيت الطفولة، عربات الذاكرة، والوجوه الأخرى التي يغص بها الشارع الفرنسي المقابل، هكذا تهطل البلاد كلها في النص <بسبب غيمة على الأرجح!



وتمضي بالقول: <النافذة، وجدتها حاضرة في قصيدتي أيضاً، وبمواصفات تكنولوجية وامكانية مغايرة. والآن أتأمل علاقة <نصوصي> بالمكان، فأجدني أطقطق على الكيبورد، بينما العاصفة تلعلع في الشباك وتدخل من <زيق> الباب، لتبعثر كمشة الأوراق الصامتة، ويقاطعني إيميل صديقة سورية. وهكذا تشعر قصيدتي! أجدها مكتوبة بالثلج وبدرجات الحرارة، وفيها العواصف والكوارث الطبيعية، والسنجاب. فيها ركن للغة الأولى والثانية، تقترح تمارين للإقامة في الجوار برفقة بائع الهوت دوغ، تقض راحتها مستحقات أول الشهر، كلمات صديق مهاجر لم ينتحر، مقتبسات شاعر كندي منتحر، وتحضرها الذاكرة والمطبخ الشرقي والوقت الضائع إلى جوار أحذية ونايات ومكانس وتلك <الجيم> التي تخط أسطورتها الشخصية، وفيها أنا وأنتم والمسافات.



المكان حاضر بدوره في قصيدة الشاعر العراقي فضل خلف جبر (المقيم في الولايات المتحدة)، إذ يجد: <نعم..لعب المكان الجديد، ويلعب، دورا هاما في تحفيز لوامسي الشعرية. إننا نتحدث هنا عمّا يمكن أن تجنيه حواسك ومألوفك البصري ممّا لم تعتده. الشعر هو ابن الدهشة، ولا يمكن أن يكون هناك شعر من دون توفر عنصر من عناصر الإدهاش. قد يكتب الأديب ما يشاء، لكن حين يكون الحديث عن النص الاستثنائي، فلا بد من وجود وفر شعوري استثنائي. فعلى الرغم من أنني شهدت في حياتي هجرات متعددة ومتداخلة عموديا وأفقيا، إلا أن تجربة الانقطاع كليّا عن المألوف البصري المرتبط بالبيئة الأصلية؛ كان لها الدور الحاسم في تغيير آليات الاستقبال، ومن ثم الإنتاج لدي>.



بدوره، يرى شاكر لعيبي أن هناك <تعالق معلن بين المكان والكتابة من دون شك. ومن بين كل العناصر الفاعلة التي يمكن التطرق إليها، التشبع بمفرداته، بمناخه، بثقافته. مثلا، أتوقف عند عنصر واحد هو اختلاف المرجعيات الشعرية. لم تعد مرجعيات الشعر المكتوب في هذا المهجر الجديد (أو <المنفيّ طواعية> وهي عبارة تعلن عن مفارقة ذات منطق داخلي) هي ذاتها مراجع الشعر العربي المكتوب في الثقافات المحلية العربية المتشظية. اسمح لي أن أقول كلمة عن مفردة المهجر: لا أحب المفردة لأنها تكاد تفوح بخيار صالح في الذهاب إلى مكان جديد وهو ليس حال غالبية الشعراء العرب في العالم، وهي مفردة تذكرني من جهة أخرى بالأدب المهجري اللبناني الفواح بالبهجة والألم الرومانسيين، في حين ليس هناك ذات النوع من البهجة والألم في واقع الشاعر العربي المغترب في لحظتنا.



الشاعرة اللبنانية آمال نوار (المقيمة في الولايات المتحدة) تجد أن تعبير الأدب المهجري لم يعد له من مكان في حياتنا المعاصرة، تقول: <مع ما نشهده في زمننا الراهن من مظاهر العولمة، ومن تطور في وسائل التواصل الإنساني والمعرفي، أرى أننا بتنا ملزمين اليوم بوقفة تأمل ملحّة وعميقة أمام تسميات وتصنيفات وتعريفات عدة، هي وليدة إرثنا الثقافي وما كانت عليه مقومات وطبيعة حياتنا حتى ماضٍ قريب. ففي المجال الإبداعي، نجد أن تصنيفات مثل: أدب مهجري أو نسائي أو ملتزم أو غيرها، لم تعد لتناسب في ما تحمله من دلالات المعطيات الجديدة لحياتنا المعاصرة، وخصوصاً في ظل ما شهدناه/نشهده من تطورات ومتغيرات طرأت على مجتمعاتنا العربية وعلى الإنسان المعاصر، وخصوصاً في مسألة علاقته بثنائية المكان والزمان.



لا شك في أن الانفتاح المعرفي للإنسان المعاصر بما يقترحه عليه من اهتمامات وتطلعات، بات ذا طبيعة كونية شمولية، ولم يعد محصوراً بموقعه الجغرافي أو إرثه أو دينه أو عرقه أو لاه. إن تسمية <أدب مهجري> لم تعد لتعبّر بدقة عما تصفه. ولو ألقينا اليوم بنظرة خاطفة على ما يكتبه مثلاً، شعراء المهجر والوطن العربي على حد سواء، لوجدنا أن دور عامل المكان الجغرافي في صوغ اهتمامات كل منهم، وأسلوبه في بناء القصيدة، ومفهومه للشعر، ورؤياه المستقبلية وما إلى ذلك، ليس فاعلاً بالقدر الذي يبيح لنا اعتماده كأساس متين لتسمية أو لصفة نطلقها على هذا الإنتاج أو ذاك. هذا بالطبع لا ينفي أن يكون للمكان دور في صوغ الكتابة المعاصرة، إلاّ أن تأثيره لم يعد عمودياً إلى درجة نراه معها ينفذ إلى الجذور ويتحكم بمصادر نسغها أويقلبها رأساً على عقب. ولعل جذور الكتابة المعاصرة لم تعد في الأرض وحدها بل وفي السماء أيضاً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريناد55
عضو ذهبي
عضو ذهبي
ريناد55


انثى عدد المشاركات : 577
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 06/12/2010

مساعدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعدة    مساعدة  Icon_minitimeالخميس 17 فبراير - 5:39:49

بصى يا قمر أنا جبت بعض الاشياء عن الأدب المهجرى
انتى ممكن تقرأيه وتحاولى تفهمى من الرغى ده
بصراحة موضوعك ده افدنى أنا كمان
God speed
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sweet20
عضو مجتهد
عضو مجتهد
sweet20


انثى عدد المشاركات : 42
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 25/01/2011

مساعدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعدة    مساعدة  Icon_minitimeالجمعة 18 فبراير - 17:38:57

شكراااااااا وافدتيني كثير Smile
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
basim_2011
عضو ماسي
عضو ماسي
basim_2011


ذكر عدد المشاركات : 772
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/02/2011

مساعدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعدة    مساعدة  Icon_minitimeالثلاثاء 22 فبراير - 7:22:57

بجد مجهود جااااااااااااااااااااااامد جدا منك يا ريناد

وبرنا يعنكم ويفقكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريناد55
عضو ذهبي
عضو ذهبي
ريناد55


انثى عدد المشاركات : 577
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 06/12/2010

مساعدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعدة    مساعدة  Icon_minitimeالثلاثاء 22 فبراير - 21:17:26

مرسى ليك يا با ســـــــــــم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
basim_2011
عضو ماسي
عضو ماسي
basim_2011


ذكر عدد المشاركات : 772
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 18/02/2011

مساعدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساعدة    مساعدة  Icon_minitimeالثلاثاء 22 فبراير - 21:30:36

ممكن بقى اسألك سؤال بسيط؟؟؟

انتى جيبتى المعلومات ديه منين ؟؟
موقع ايه ولا منتدى ايه ولا انتى كتبتيها ؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مساعدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة النهضة الثانوية للبنات :: الأقسام العامة :: الركـن التعليـمي-
انتقل الى: