النوارس
مثل النوارس ..
حين يأتي الليل يحملني الأسى ..
وأحن للشط البعيد ..
مثل النوارس ..
أعشق الشطآن أحياناََ ..
وأعشق دندنات الريح .. والموج العنيد ..
مثل النوارس ..
أجمل اللحظات عندي ..
أن أنام على عيون الفجر ..
أن ألهو مع الأطفال في أيام عيد ..
مثل النوارس ..
لا أرى شيئاََ أمامي ..
غير هذا الأفق ..
لا أدري مداه .. ولا أريد ..
مثل النوارس ..
لا أحب زوابع الشطاّن..
لا أرضىسجون القهر ..
لا أرتاح في خبز العبيد ..
مثل النوارس ..
لا أحب العيش في سفح الجبال ..
ولا أحب العشق في صدر الظلام ..
ولا أحب الموت في صمت الجليد ..
مثل النوارس ..
أقطف اللحظات من فم الزمان ..
لتحتويني فرحةٌ عذراء ..
في يومٍ سعيد ..
مثل النوارس ..
تعتريني رعشةٌ ويدق قلبي ..
حين تأتي موجةٌ ..
بالشوق تسكرني .. واسكرها ..
وأسالها المزيد ..
مثل النوارس ..
تهدأ الأشواق في قلبي قليلاََ ..
ثم يوقظها صراخ الضوء ..
والصبح الوليد ..
مثل النوارس ..
أشتهي قلباََ يعانقني ..
فأنسى عنده سامي ..
وأطوي محنة الزمن البليد ..
مثل النوارس ..
لا أحلّق في الظلام ..
ولا أحب قوافل الترحال ..
في الليل الطريد ..
مثل النوارس ..
لا أخاف الموج ..
حين يثور في وجهي ويشطرني ..
ويبدو في سواد الليل كالقدر العتيد ..
مثل النوارس ..
لا أحب حدائق الأشجار خاويةََ ..
ويطربني بريق الضوء ..
والموج الشريد ..
مثل النوارس ..
لا أمل مواكب السفر الطويل ..
وحين اغفو ساعةََ ..
أصحو .. وأبحر من جديد ..
كم عشت أسأل ..
ماالذي يبقى ..
اذا انطفأت عيون الصبح ..
واختنقت شموع القلب ..
وانكسرت ضلوع الموج ..
في حزن شديد ..
لا شيء يبقى ..
حين ينكسر الجناح ..
يذوب ضوء الشمس ..
تسكن رفرفات القلب ..
يغمرنا مع الصمت الجليد ..
لا شيء يبقى ..
غير صوت الريح ..
يحمل بعض ريشي فوق أجنحة المساء ..
يعود يلقيها الى الشط البعيد ..
فأعود ألقى للرياح سفينتي ..
وأغوص في بحر الهموم ..
يشدني صمت وئيد ..
وأنا وراء الأفق ذكرى نورسٍ ..
غنّى .. وأطربه النشيد ..
كل النوارس ..
قبل أن تمضي تغنّي ساعةََ ..
والدهر يسمع ما يريد.....
للشاعر فاروق جويدة