في إحدى اليالي المظلمة خرجت أم لتبحث عن ابنائها في جو أشبه بالموت , خرجت تلك الأم في جو رهيب تأتي فيه الرياح عاتية حاملة الغبار والحصى تكاد تقلع الشجرمن شدة هبوبها, إستوقفها رجل طيب فقال لها: عمن تبحثين أيتها الإمراة الطيبة قالت :عن أبناء لي فرقهم ظلم ظالم ووحشية مو ضوعة في الصدور .
قال الرجل الطيب :أتبحثين عنهم في هذه الأرض الخربه قالت: والله لوكانوا تحت جوف الأرض لابحث عنهم حتى يصلحوا مافعل عدوهم بهم قال:اذا هم هناك خلف الشجرُيقَتَلون وُيعذَبون ويُشردون فقالت الأم :ويلي على أبنائي ما فعل بهم العدو .
إستوطن الحزن قلب تِلكَ الأم المسكينة وأخذت تصرخ أين العدل وأين الرحمة أما يكفيهم ما فعلوه أم انهم قد نزعوا الرحمة والعدل
من قلوبهم ,فجأه أتى طفل صغير فقال لها أماه فلتفتت وراءها وقالت:هاهو هاهو إبني الصغير وقالت له :أين أنت يا إبني ماذا فعل بك الأعداء وأين إخوتك؟ قال الطفل الصغير بخيبة أسرت قلبه الصغير:إخوتي تسالين عن إخوتي لقد فرق بينهُم القتل والشهادة والِفتنه فمنهم من أُستشهدوا ومنهم من وَلجت إلى صدورهم الفِتنه فاصبحوا يتناحرون على الدنياه والمال والجاه ويشتم بعضهم بعضا دون ان يبالوا بما يفعل العدو بهم.
فقالت له امه: عندما تكبر انت ستحمي ظهري وتقتل العدو الغاشم وتتخلص من آهات الايام ثم اخذت ابنها ورحلت .
ودارت الأيام والأيام حتى كَبُرَ الإبن وأصبحت له قوة وسلطة ومال بتوفيق من الله عز وجل فبينما هوجالس على كُرسِيه الخشبي الكبير
أمسكت به أُمه فقالت له:ها قد أتى دورك الان لتثأر لأرضك ولتصلح وطنك هيا اذا يابني قم فاصلح فقال لها في فخر وعزة عجيبين لأرفعن راسك بين الأمم شامخة على رؤوس الأشهاد.
فجمع الإبن جيشه بكل قوة وعزة وهجم على العدو هجمة شَِرسة كما يهجم الأسد على فريسته وأخذ العدو في تراجع رهيب وخوف وذل شديدين فانسحبوا سحبة الكلاب من الوطن .
فقالت الأم :الآن الآن إنتصر الحق على الباطل ورفعت كلمة الحق في الارض بارك الله فيك يابني يارجل الوطن والأرض.
الا تعرفون من هذه الأم انها فلسطين .
الى متى سنصمت على هذا العدوان الغاشم
وأقولها لليهود لولا منع ولاة امورنا عنكم لمزقناكم
ووالله ستحررين يا فلسطين