مذكـرات صديـق

لقد هاجر صديقي منيرلأمريكا عام 2006 وترك لي أجندته القديمة ذات الأوراق المنقوشة والحروف المكتوبة بالقلم الرصاص

وقال لي : علها تكون ذكرى ..

قلت له : هل ستتركها معي دفينة هذا الدولاب لا يطالع حروفها غيري

قال وقد بدت ابتسامة رقيقة على وجهه الاسمر :

إذا وجدت فيها ما يصلح للنشر فتفضل على الرحب والسعة

قلت له : بشرط أن تطالع ما يكتبه القراء ردا على قصتك

قال لي وهو يربت على كتفي مودعا بمطار القاهرة : أوعــــدك


وعد انتظره منكم قبل أن أبدأ في نشر قصة صديقي أن تحسوا بكل حرف تقرأون
ووعد منى ألا أتأخر في نشر الأجزاء التي سمح لنا بنشرها

(1)
لقد مرت الأيام السالفة باهتة .. واجمة ... و .....

الأماكن ضيقة ومخنوقة !!! والأشياء ثابتة مشلولة !!فالدموع ليست اللغة الوحيدة للحزن الذي يعتصرني بلا هوادة ..لا أعرف ماذا أقول ؟؟ لأني أشعر أن الكلمات مبتورة .. خاوية من معانيها..

هذا لأنه رحل الدفء عني .. أحس باني تائه في صحراء قاحلة وكل ماحولي سراب .. كل ما حولي تغيرت رائحته .. ملامحه .. كل شيء أصبح بلا هوية ....

مات أبي حزنا على أمي.. فقد تمزق حزنا على فراقها.. كانت سنده في الحياه .. كانت رفيقة دربه منذ كان موظفا صغيرا في وزارة الري .. كنا نقيم في استراحة تحوطها الأشجار ..نصحو من نومنا على صوت زقزقة العصافير .. ننهل من السعادة بقدر ما نستطيع ..

تزوجت أختي الكبرى و سافرت مع زوجها إلى العاصمة وبقيت أنا مع أبي وأمي حتى التحقت بالجامعة ..كنت أسافر لهما نهاية كل أسبوع متنعما في حنانهما غارقا في جمال المكان الذي نقطن فيه سابحا في غابات الاخضرار.. اذهب مع صديقي أحمد ابن مهندس الري الذي يصغرني بسنة لنستمتع بالصيد في النيل المضجع على وسادة واديه الجميل حتى تغيب الشمس ...
وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة وأنا أقضي معهما إجازة نصف العام رجعت من رحلتي اليومية لأجد أبي ينحب باكيا في حرقة .. ماذا حدث ؟!!

لقد رحل عنا الصدر الوادع الحنون .. ماتت أمي .. بكيت بلا دموع فقد تحجرت الدموع في عيني من فرط المفاجأة .. لا أتكلم لا أجد الحروف .. لا أسمع إلا صوت أبي يتمتم بآيات من القرآن .. وأنا لاتكاد تحملني قدماي .. وجدتني وحيدا .. صامتا .. عاريا..

اقعدتني الحمى يومين بلا حراك.. تتداخل الأشكال والأصوات حتي أنام مستيقظا على صوت صراخ أختي التي جاءت بعد أن أبرق لها والدي..

أفقت من مرضي لكن الطيور ما عادت تغرد وماء النيل ماعاد يجري فلقد أصبحت سماء حياتي ملبدة بالغيوم

دخلت الترم الثاني من عامي الجامعي الأول قانطا يائسا كارها لكل شيء
اقتربت الامتحانات وقبيل أن تبدأ بأسبوع واحد
أتدرون ماذا حدث ؟؟!!!
مات أبي ..أصبحت يتيم الأم والأب
أحسست أني غارق في بحر حزن لا نهاية له
بكيت
وماذا بعد ؟؟

هل تظنون أن الدموع علاجا لوحدتي ويتمي صرخت حتى ضاع الصوت مني .. تلاشى نهائيا
أتعرفون ماذا حدث لي هذه المرة


شيء لا تتوقعونه !!!!!!!!

الله على اسلوبك يا مستر وليام شكسبير بيكتب بس بجد موضوع رررررررررائع وانا اظن ان لو الدموع هى الحل للقضاء على المشاكل والحزن لجلس العام كله يبكى على ما فاته لذلك فان اعظم شئ هو ان تبتسم وانت فى قمه الحزن وبجد عايزه اعرف ايه اللى حصل

عزه الاسلام كتب:

الله على اسلوبك يا مستر وليام شكسبير بيكتب بس بجد موضوع رررررررررائع وانا اظن ان لو الدموع هى الحل للقضاء على المشاكل والحزن لجلس العام كله يبكى على ما فاته لذلك فان اعظم شئ هو ان تبتسم وانت فى قمه الحزن وبجد عايزه اعرف ايه اللى حصل

ما اصعب البكا يا عزيزتي بدون دموع
شاكر مروركم

(2)
على أي مصاب سأبكي ..على أمي وأبي ..أم على وحدتي واغترابي ..أم على فشلي ورسوبي؟؟؟؟؟؟!!!!!

لقد رسبت في اول عام جامعي لي
جاءت نتيجتي مخيبة للآمال .. لم يبقى لي ما أحزن عليه .. لقد نفذت دموعي أي أنه لن أبكي هذه المرة
لقد أصبحت الأحزان فعل اعتياد .....

ذقت مرارة الهزيمة وتجرعت طعم الفشل لأول مرة في حياتي وقضيت أسوء صيف في عمري
مرت أيامه متثاقلة كئيبة تأكلني فيه الوحدة ويمزقني إحساسي باليتم ولم يشفع وجود أحمد معي ولا حسن معاملة أبيه المهندس كمال ولا حنان زوجته أم أحمد في تعويضي عما فقدت..
بدأت الدراسة وليتها ما بدأت

زملائي في عامهم الجامعي الثاني وأنا مازلت في سنة أولى... وحدي لا أستطيع التأقلم مع الزملاء الجدد ..انصرفت إلي المكتبة .. عسى القراءة تنسيني بعض أحزاني فأنا أتهرب من زملائي القدامى حتى لا أواجه نظرات الشفقة في عيونهم .. أشرقت في دربي الخالي الحزين ومضات حيرى تفتش لها عن درب ..جلست قبالتي .. وجه بريء تتشح ملامحه بمسحة حزن .. ملامح هادئة .. تقاطيع بريئة .. عينان مسافرتان .. روح هائمة تشرد عن كتابها وتنظر إلى السقف.. لمحت نظراتي المصوبة نحوها

قلت لها بلا ترو : أشعر أننا تقابلنا قبل هذا اليوم ولكن أين لا أذكر ؟!!
ردت في هدوء : أنا أخت المهندس كمال .. زرته العام قبل الماضي .. بإذنك لقد تأخرت على محاضرتي

لملمت أشياءها بسرعة وغادرت المكتبة
ثم أن موعد محاضرتي أنا أيضا اقترب.. لماذا لا أحضر .. هل سأستمر في رحلة هروبي من مواجهة الواقع الجديد أنني راسب ومازلت في الفرقة الأولي ..

خائف أنا من المواجهة .. هل أنا أول واحد يرسب في الدنيا ؟؟

لا ولكن إحساس بغيض .. ذهبت ودقات قلبي كقرع الطبول كلما اقتربت خطاي من المدرج ..
دخلت أتحاشى النظر لأحد بعينه .. تتوارى نظراتي خجلا رغم أنهم طلاب الفرقة الأولى أي أنهم تقريبا لا يعرفون بعضهم كلهم مستجدين

لكن ماحدث كان فوق قدرتي واحتمالي

أتعرفون ماذا حدث لي ؟!!!!!....

من اجمل ماقرأت
كمل يا مستر ومتطولش علينا
بجد اسلوب حضرتك روعة

انا حاسة انى شايفة كل حاجة بتحصل قدام عينيا

ارجووووووك كمل يا مستر

يامسترمن فضلك كمل انا نفسى اعرف ايه النهايه والله يامستر انت المفروض تكون كاتب او شاعر

وااااااااااااااااااااااااااو
كمل يا مستر ايه اللي حصله بعد كده

ماأصعب أن تبكي بلا… دموع…..وما أصعـــــب..أن تذهب بلا رجوع

وماصعب أن تشعر بالضيق….وكأن المكان من حولك … يضــــــيق

مااصعب ان تتكــلم بلا صـــــوت

ان تحيــى كى تنتــظر المــــــوت

مااصعب ان تشــــعر بالســـــــأم

فتــرى كل من حــــولك عــــــدم

ويسودك احســـــــاس النـــــــدم

على إثــم لا تعرفه …. وذنب لم تقترفه

ما اصعب ان تشـــــعربالحــزن العميـق

وكأنه كامـنٌ فى داخــلك ألـــم عريــــق

تستـــكمل وحــدك الطــريــق

بلا هـــــدفٍ… بلا شــريكٍ… بلا رفيــقٍ

وتصيــر انــت و الحزن و النـدم فريــق

احلام عادية كتب:

من اجمل ماقرأت
كمل يا مستر ومتطولش علينا
بجد اسلوب حضرتك روعة

انا حاسة انى شايفة كل حاجة بتحصل قدام عينيا

ارجووووووك كمل يا مستر

سرني انكم وجدتم في مذكرات صديقي ما تعتبرونه شيء جميل
لكنه كان يتجرع المرارة

عزه الاسلام كتب:

يامسترمن فضلك كمل انا نفسى اعرف ايه النهايه والله يامستر انت المفروض تكون كاتب او شاعر

حاضر يا عزة
هاكمل حالا

soolla كتب:

وااااااااااااااااااااااااااو
كمل يا مستر ايه اللي حصله بعد كده

اخيرا وصلتى بالسلامة
طيب ما تبعتى للرفيقة جملات تيجي بالمرة

عزه الاسلام كتب:

ماأصعب أن تبكي بلا… دموع…..وما أصعـــــب..أن تذهب بلا رجوع

وماصعب أن تشعر بالضيق….وكأن المكان من حولك … يضــــــيق

مااصعب ان تتكــلم بلا صـــــوت

ان تحيــى كى تنتــظر المــــــوت

مااصعب ان تشــــعر بالســـــــأم

فتــرى كل من حــــولك عــــــدم

ويسودك احســـــــاس النـــــــدم

على إثــم لا تعرفه …. وذنب لم تقترفه

ما اصعب ان تشـــــعربالحــزن العميـق

وكأنه كامـنٌ فى داخــلك ألـــم عريــــق

تستـــكمل وحــدك الطــريــق

بلا هـــــدفٍ… بلا شــريكٍ… بلا رفيــقٍ

وتصيــر انــت و الحزن و النـدم فريــق

ايه الكلام الجامد دة يا عزة

عندما دخلت المدرج متثاقل الخطا .. أحاول ان اتحاشى نظرات الزملاء لي
حدث ما لم يكن في الحسبان لقد دخلت سريعا إلى أقرب مكان خالي

أتعرفون من وجدت بجواري ؟؟.. إنها هي
بنفس الحزن الذي يغلف الملامح الرقيقة ونفس النظرة الشاخصة إلى أعلى
( ..... ) أخت المهندس كمال ..حاولت أن أغير المكان ولكن أتى زميلان وبقيت بين شقي رحى

يا إلهي .. رحماك يا ربي .. إنها زميلتي بنفس القسم
دخل الدكتور وما إن بدأت المحاضرة حتى بدأت تجهش بالبكاء المكتوم وتنحدر الدموع على وجنتيها و كلما تعمق الدكتور المحاضر في شرح رائعة فيكتور هوجو ( البؤساء ) التي قرأتها مرارا ولكني اليوم اكتشفت فيها معاني جديدة .. لقد أبدع أديبنا الفرنسي في وصف الألم..

ولكن ماسر أحزانها ؟؟ انها من اسرة ميسورة .. والدها مدير عام باحدى الهيئات الحكومية و أمها في وظيفة محترمة واختها الكبرى متزوجة وعرفت من أحمد انها سافرت مع زوجها الى الكويت واخيها هو المهندس كمال الذي يعمل مهندسا للري منذ عشرون عاما..

لماذا ياترى هي حزينة دائما ؟!!!!

انتهت المحاضرة وخرج كل الطلبة من المدرج ... انتظرتها بالخارج عساي أخفف عنها بعض أحزانها .. لكنها لم تخرج .. دخلت المدرج مرة أخرى
ويا ليتني ما دخلت ..

وجدتها غارقة في دموعها وهي مازالت تشخص بنظرها الى السقف..
_ ماذا حدث ؟ هل أنت بخير ؟!!!!
_ لا بأس.. كل شيء سيكون على مايرام
_ كيف أستطيع مساعدتك ؟؟
_ شكرا .. أنا بخير

خرجت وما كان لي ان اسألها عما يحزنها إن ما قالته هون علي أحزاني
لأني اكتشفت ان حجم الألم حينما يقاس بآلام الاخرين يصير الى لا شيء
لقد قالت والدموع لم تفارق مقلتيها : لقد كان فرح أختي بداية أحزاني ............

من اروع ما قرأت
كمل يا مستر بعد اذن حضرتك
هو ايه اللي حصلها في فرح اختها

ليه هو ايه اللي حصل
كمل يا مستر

طب هو ليه فرح اخته بدايه احزانها وعلى فكره يا مستر انا اسمى مش عزه معقول يا مستر بقالى ثلاثه ايام فى المنتدى ولسه مش عارفنى انا بجد

مش تتاخر علينا يا مستر اسواني

حينما يكتب المبدع
مالنا الا الصمت في حضرته

والانتظار حتى يعطينا من وقته ولو القليل

نحن مازلنا نرهف السمع لدفء المشاعر ورقة التعابير وجمال المفردات وروعة الاسلوب

هاري بوتر كتب:

من اروع ما قرأت
كمل يا مستر بعد اذن حضرتك
هو ايه اللي حصلها في فرح اختها

شاكرين عناء متابعتك يا بوتر

soolla كتب:

ليه هو ايه اللي حصل
كمل يا مستر

حاضر يا سولا

رانسى كتب:

طب هو ليه فرح اخته بدايه احزانها وعلى فكره يا مستر انا اسمى مش عزه معقول يا مستر بقالى ثلاثه ايام فى المنتدى ولسه مش عارفنى انا بجد

والله لسة موش عارفك يا رانسي

Sad Story كتب:

مش تتاخر علينا يا مستر اسواني

حاضر يا قصتنا الحزينة
انتى تؤمري
معلش
ما كان من تأخير فبسبب ضيق الوقت

نبضة قلب كتب:

حينما يكتب المبدع
مالنا الا الصمت في حضرته

والانتظار حتى يعطينا من وقته ولو القليل

نحن مازلنا نرهف السمع لدفء المشاعر ورقة التعابير وجمال المفردات وروعة الاسلوب

سلمت يمينك يا صاح
نحن أقل بكثير مما تقول
دمت لنا قلبا نابضا

لقد قالت والدموع لم تفارق مقلتيها : لقد كان فرح أختي بداية أحزاني ............
لقد حكت لي كل ماحدث

ابصرت الحكاية كشريط فيديو تتوالى فيه الصور امام ناظري
قالت :
_ إنت تعرف أنه من عاداتنا في الأفراح في الصعيد أن يطلقون الرصاص في الهواء ابتهاجا بالمناسبات السعيدة وفي فرح أخت الكبرى والناس في فرح وحبور وإذا بعيار طائش يخطيء مكانه ويصيبني ويتسبب في عجز غير كامل في فقراتي العنقية وبعد عمليتين اجريتهما وفي انتظار الثالثة أصبحت لا أستطيع إلا أن أرفع رأسي عاليا حتى لا اشعر بالألم وإذا نظرت إلى أسفل يمزقني الألم..

ليست المشكلة في الالم الجسدي المشكلة الاكبر في الالم النفسي ... هذا ما حرمني من القراءة متعتي الوحيدة في هذه الدنيا فأنا عاشقة لها لا استطيع ان اتصور حياتي بدونها ولعشقي للأدب الفرنسي أخترت كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية

فمنذ نعومة أظافري وأنا أقرأ لفولتير وجي دي موبسان وبلزاك ولامارتين والكسندر ديماس و لكن هوجو هو عشقي الأول تأخذني مفرداته لعالم آخر وتعبيراته تسرقني من عالمي كأنه يخط كلماته بعصا سحريه وليس بقلم ...........

_ تصور انني ارتحت كثيرا ونسيت الالم حينما حكيت لك عن بعضه لقد وصلنا .. شكرا على اهتمامك وتوصيلك لي للمدينة الجامعية .. أراك غدا في محاضرة النقد

وقبل ان يجيىء غدا
قررت أن أعيش اللحظة .. لحظة الصدق .. لحظة الارتياح .. قررت ألا أعود إلى مقر سكني الذي أقطن به مع بعض الزملاء في اطراف المدينة ومشيت في شوارع طويلة واختلفت في دروب مختلفة .. لم تعرف قدماي لها هدفا .. أتأمل أسماء المحال التجارية .. أنظر إلى البنايات الشاهقة .. وجوه الناس تغطيها ابتسامة بعيدة.. ارمق مويجات النيل وهي تسطع مع إنارات المساء ..

أحسست أن لي عيون جديدة وكأني أرى هذه الأماكن لأول مرة رغم أنني قضيت في المنيا عاما سبق ولكني اليوم أراها مدينة متألقة أكثر مما كانت ..تشع من كل أرجاءها جمالاوبهجة.. ورغم هذه الحالة من النشوة ..

أطلت ذكرياتي الأليمة بوجهها الكالح ولكني سرعان ما طردتها واستأنفت المسير بروح جديدة .


ولكن ما الذي تغير بداخلي ؟ .. ما ذلك الاحساس الذي يتنامى في داخلي ؟

هل ياترى هو ..... لا أعتقد .. إن قلبي لا ينبض أساسا فكيف له أن يعيش شعور الـ.....
ربما لأنني سمعت بعض الآلام فخففت من جرحي الغائر ؟!! لنفترض جدلا هذا .. يبقي السوال معلقا دون رد

لماذا ارتاحت هي وشعرت أنا ببعض الراحة أيضا ؟؟!!
لماذا سرنا بنفس الطريق........ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!

وفي نهاية المطاف رجعت إلى شقتنا المتواضعة وأنا أقول لنفسي

ياليتني أجد ثلاثتهم نائمين حتي لا يسألني أحد عن أي شيء ويسرق مني هذا الاحساس المشرق الذي لا أعرف مصدره

ويجعلني أعود لفظاظة الحياة بعد أن هربت منها قليلا لعالم مشع من الخيال ..

فتحت باب الشقة على مهل ثم دلفت الى الردهة المؤدية إلى حجرتي الصغيرة التي يشاركني فيها محمد الطالب بكلية التربية والذي يدرس الانجليزية وأنا أتلمس خطاي حتى لا أيقظه والحمدلله لم يستيقظ وبعد قليل وكأنه أحس بوجودي كلمني من تحت الغطاء قائلا :

لقد تأخرت انتظرك كثيرا شاب يدعى أحمد كمال ولما يأس من قدومك ترك لك ذلك الظرف الأصفر الموجود على سريرك



فتحت الظرف في توتر وكانت المفاجأة !!!!!!!

بجد جميل اوى
يا مستر
محمد
عايزين نعرف
اية المفاجا ؟؟؟

القطه بوسى كتب:

يا ترى ايه المفاجأه يا مستر!!!!!!
بجد اسلوب حضرتك فى الكتابه وسرد الاحداث رائع

شاكرين ثناؤكم الجميل يا بوسي

Nody كتب:

بجد جميل اوى
يا مستر
محمد
عايزين نعرف
اية المفاجا ة؟؟؟

حاضر يا نودي
معلش انا كنت بس تعبان شوية
وموش قادر اقعد ع الجهاز


حاضر
حالا هاتعرفوا

كانت المفاجأة !!!!!!!

أوراق معاش والدي وخطاب رقيق من المهندس كمال يطالبني فيه ان ابذل كل جهدي لكي انجح وان اهتم بأخته التي تمر بظرف صحية صعبة

لا أذكر مالذي حدث
كل ما اتذكره هو ان السهر قرح جفوني وأنا عاكف ألخص لها ما استعصى عليها وأكتب كل المحاضرات .. هي دوما معي .. في صحوي وفي نومي ..كل شئ صعب لابد ان يكون سهلا من أجلها..

نظرات امتنانها كانت تطوقني كلما أتيت لها بما تحب .. دواوين فاروق جويدة .. مقالات حسن شاه .. زرة مشوي .. شرائط نجاة.. كل ماكتب فيكتور هوجو..

بالمناسبة قرأت لها البؤساء أكثر من مرة .. كنت أقرأها وعيناها تقطر دمعا .. اكتشفت أنها أكثر خلق الله رقة.. كنت أحس معها كل حرف نقرأ ..عذبة ابتسامتها .. رقيقة ضحكتها ولكن أين هي من سعادة كاملة وقد طالتها يد الألم ..

أمسح دمعتها وأبقى في انتظار ابتسامتها الرائقة.. ( آية ) من الحسن الباهر. أصبحت عيناها بيتي وبسمتها وطني وضحكتها سكني وقلبها مرفأ ترتاح عنده سفني بعد عناد الموج الذي كاد يعصف بحياتي .. أصبحت لا أشعر باليتم .. عيناها أشياء كثيرة
شوق وطهر وحب ودفء ..لقد كنت أغار على عينيها من رموشها الطويلة

لم تطل أيام سعادتي فلقد هجمت علينا الامتحانات وصممت أن أنجح حتى أعوض ما فاتني
ليس هذا هو الدافع الأقوى بل وجودها معي في نفس اللجنة ونظرات التشجيع التي كانت ترسلها لي بين الفينة والفينة كان ذلك هذا يدفعني للأمام

انتهت الامتحانات وسافرت هي إلى منزل الأسرة بأسيوط وبقيت أنا بالمنيا يومين لا أعرف إلى أين وجهتي.. طبعا ليس لي عودة إلى أسوان لأن الاستراحة التي كنا نقطن بها تسلمها الموظف الجديد وأسرته ..

ليس لي من بقاء في المنيا بعد أن انتهت الامتحانات لكل الزملاء .. لا أعرف لماذا أقاوم رغبتي في زيارة أختي والمكوث عندها في فترة الاجازة القصيرة .ليس هناك حل آخر ..

ركبت القطار وزحفت إلى القاهرة .. عاصمة الزحام والضجيج .. ذهبت إلى حي عين شمس حيث تقطن أختى وزوجها وابنها الصغير في شقة صغيرة متواضعة .. طرقت الباب خائفا من استقبال فاتر قد يكون بانتظاري لضيق المكان..

استقبلتني أختى بحفاوة بالغة ولكن كانت تقتلني نظراتها الخجول من تواضع شقتها التي تتكون من حجرة واحدة أمامها صالة مستطيلة وعلى جانب منها المطبخ والحمام .. لا يهم المكان الضيق ..

الأهم أنني قضيت أياما على أعصابي أحاول أن أتملق زوج أختي ,احاول ترضيته وطالما سألني عن معاش أبي و نصيب أختي من فتات معاشه .. وأنا أحترق خجلا من نظراته الازعة حين يعود من عمله .. وأختى ليس منها إلا نظرات يتيمة ذابلة واهنة من جراء حملها في شهرها السابع ..

شعرت بأننى ضيفا ثقيلا يمكث في الصالة أشعر حتى صرت أخرج صباحا واتسكع في شوارع القاهرة إلى أن يأتي الليل فأذهب للنوم .. تعبت من الجلوس في الحدائق العامة في عز البرد .. ما كان يصبرني ذكرى الأيام الجميلة التي قضيتها في المنيا وقد كانت عيونها لا تفارقني وابتسامتها الحلوة

وفجأة وبدون سابق انذار حدث ما لم يكن بالحسبان ...

ايه هو بقى الذي لم يكن في الحسبان
ارجوك يا مستر اكتبها كلها على بعضها
علشان انا قاعده مستنيه

كمل
كمل
كمل

ها وبعدين
ياللا يا مستر
كفاية تشويق

يا مستر ممكن تكمل الموضوع بسرعه لان احنا كلنا متشوقين نعرف ايه اللى حصل

موش هاينفع اتكلم عن الاسلوب
عشان باين انه اسلوب احترافي
الله اكبر وماشاء الله
انا موش باحسد

وحضرتك عارف اني موش باعرف اجامل

بس موش ملاحظ حضرتك ان مساحة الحزن طاغية شوية
يعني مفيش لحظات سعيدة خالص يا مستر

مازلنا ف الانتظاااااااااار

soolla كتب:

ايه هو بقى الذي لم يكن في الحسبان
ارجوك يا مستر اكتبها كلها على بعضها
علشان انا قاعده مستنيه

حاضر
حالا يا سولا
ما كنت اتوقع ان الموضوع هايعجبكم كدة

ايمن عبدالله كتب:

كمل
كمل
كمل

ها وبعدين
ياللا يا مستر
كفاية تشويق

فاكر منير اللي اتصل بينا من امريكا ؟!!

رانسى كتب:

يا مستر ممكن تكمل الموضوع بسرعه لان احنا كلنا متشوقين نعرف ايه اللى حصل

حاضر يا رانسي
معلش انا كنت مشغول شوية بس

بقايا همس كتب:

موش هاينفع اتكلم عن الاسلوب
عشان باين انه اسلوب احترافي
الله اكبر وماشاء الله
انا موش باحسد

وحضرتك عارف اني موش باعرف اجامل

بس موش ملاحظ حضرتك ان مساحة الحزن طاغية شوية
يعني مفيش لحظات سعيدة خالص يا مستر

مازلنا ف الانتظاااااااااار

حزن ايه بس يا بنتى
هو انتى لسة شوفتى حاجة

....... لا تسألوني كيف ومتى ولماذا ؟؟؟
وجدت نفسي في محطة مصر واستقل القطار الذي يسافر إلى أسوان قاطعا المسافة من القاهرة في إثني عشرة ساعة وحدثت أختى من هناك تليفونيا واخبرتها أنني في زيارة للمهندس كمال بعد دعوة تلقيتها من أحمد أن أقضي بقية إجازة نصف العام في مرتع الصبا وأحضن الذكريات ولا أنسى أنني قضيت الليلة الفائتة في القطار أحاول أن عليهم حينما يجدوني اأفهم ماذا أفعل

وكيف يكون وقع المفاجأة ما ان يروني امام بيتهم دون سابق انذار أو حتى مكالمة هاتفية أخبرهم فيها بمجئيى لزيارتهم ومشت أقدامي فهي تحفظ بطريقة لاارادية مواقع خطاها عن ظهر قلب وطوقتني شمس أسوان ولفتني برداء دافئ ونظرت إلى الطريق المطوق بأشجار الكافور وهي ما تزال تداعب وريقاتها نسائم الشتاء الهامسة.. النخيل مازال سامقا يلاحق أشعة الشمس الذهبية والاخضرار ما زال كثيفا..

أصل للإستراحة القابعة بجوارأكبر محطة رفع للمياة في أسوان.. انظر إلى الحديقة نظرة حزن فقد كانت اشجارها من غرس يد أبي حتى شجيرة الصفصاف شاركته في غرسها حين كنت صغيرا.. أمر على السقالة الصغيرة لأجتاز جدول الماء

وما إن اجتزتها أجد أحمد صارخا مهللا قافزا من فرط فرحته بالمفاجأة ويرتمي في حضني معاتبا أنني لم اتصل أو أرسل حتى خطابا اطمأنه علي .. وخرجت المهندس كمال مرحبا بنظراته الحنون يجذبني مرحبا للداخل وهو يضغط على يدي بيد ويمسح بيده الاخرى فرت من عيني رغما عني وخرجت أم أحمد من المطبخ تهرول وتمسح على رأسي وهي تقول أنني انسان أصيل وهي تترحم على أمي التي كانت جارتها وصديقتها ومؤنسة وحدتها وتؤكد أنهم كانو بانتظاري في اجازة الصيف

ثم تكون المفاجأة..
المفاجأة التي خبأتها لي الأقدار..




يلسعادتي .. أ معقول ما أرى .. يالرحمتك بي يا الله .. كل هذه السعادة دفعة واحدة بعد أيام من الحرمان .. ما كنت انتظر هذا كله .. لن يتحمل قلبى الضعيف هذا كله ومرة واحدة ..تخرج هي من الحجرة الأخرى متهللة الأسارير وتحضن عيناها عيني .. تسلم في حياء .. وأعانق بسمة بعيدة تتدارى من الخجل .. وتلمع عيناها فرحا وبشرا .. كنت اصافح عينيها وأن اتذكر وجهها في القطار وما كنت انتظر ان يتحول الحلم غلى حقيقة بهذه السرعة ..أنت الفرحة التي انتظرتها أيام .. أيام كاد يقتلني فيها صقيع البعاد .. كم أنت سعيد يا قلبي الآن بعد أن أدركتك السعادة دون سابق اخطار

قضيت أجمل أيام عمري .. هي .. أميرة القلب ومليكة الفؤاد .. والنيل ..والاخضرار .. وأحمد ..وشجيرة الصفصاف .. وذكريات الطفولة .. ونسمات الحب .. نستيقظ ثلاثتنا كل صباح لنعانق الندى ونبحث عن الشمس وقد خبأها الشتاء في عباءة ضبابه وحين نصافح أشعتها نذهب للصيد فمازال أحمد محتفظا بسنارتي القديمة ...

وكانت هي تحلق حوالينا كفراشة رقيقة تتنقل بين زهور النهار وكعصفورة جميلة تتنقل بين اغصان الكافور والصفصاف الواقف في وداعة على الضفاف المخضوضرة.. انها شعاع الشمس المنفلت من غابات الضباب ليمنحنا دفئا .. نعود بالسمك للغداء .. ثم نعود للغيطان في وقتالعصاري .. ثم ياتي الليل لتمنحنا حكاوي المهندس كمال دفئا وهو يقص لنا ذكرياته اثناء عملية بناء السد العالي .............

انتهت الاجازة و استقل ثلاثتنا القطار من أسوان .. نزل أحمد في سوهاج حيث يدرس بكلية التجارة و أصرت هي أن تلحق بمنزل الأسرة في أسيوط وأكمل انا الرحلة وحدي إلى المنيا على ان تأتي هي في نهاية الأسبوع ..

وقد كانت المسافة بين سوهاج وأسيوط من أجمل ساعات عمري .. لقد اعترفت لها بحقيقة مشاعري .. نعم لقد أدركت أن روحا جديدة تدب في أوصالي .. أخبرتها بأنها البلسم الذي طبب كل جراح الأيام الحزينة التي مضت .. اعترفت أمامها بأنني سأحبها طالما في القلب نبض .. هذا القلب الذي كاد يتوقف عن النبض في ايام سالفة ..

أما هي بعد اعترافي بهذا الاحساس الطاهر الذي شب في قلبي المكلوم بعد ان فارقته نسمات الحب والسعادة من زمن اكتفت بابتسامة رضا بعيدة ولم تعقب وودعتني على أمل اللقاء في الجامعة نهاية الأسبوع .. وكدت أطير من فرط النشوى بعد ان ودعتني

ووصلت المنيا وأنا كلى أمل في النجاح وبدأت الترم الثاني أعد أيامه الأولى في انتظارها وحكيت لـ ( محمد ) ما كان في الاجازة..حكيت له عن غابة الياسمين التى كنت أشم شذاها كل يوم وحكيت له عن أغصان الشجرة التي كانت تميس حولنا .. اتركني يامحمد بين لون الفل وشذى الزنبق وأريج الأقحوان .. دعني غارقا في لجة أحلامي.. إياك يا محمد أن توقظني من نومي غدا فلن أذهب إلى الكلية إلا معها حينما تأتي يوم الخميس فقد وعدتني أنها لن تتأخر ..كان محمد يصغي إلي ولا يعقب إلا بنظرات معبرة ولكنه ألقى على مسامعي سؤالا وخلد هو إلى النوم وتركتني ساهرا مسهدا لا يفارقني القلق حتى الصباح ..

كان السؤال هو .. وماذا بعد ؟!!!!!!

ماذا بعد كل هذا الحب ؟ .. التخرج ثم الزواج .. هذه هي الاجابة الطبيعية .. ولكن كيف ؟؟ هذا السؤال الأكثر إلحاحا ..ما بين التخرج والزواج رحلة لا يعلم مجاهل طريقها ودهاليز دروبها إلا الله .. كيف.. هل سأكون جديرا بها؟ ..

وأنا ابن الموظف البسيط الذي يعيش على فتات معاش ابيه الراحل .. هل سأجد تخرجي يبني لنا بيتا يضم احلامنا بين حيطانه ويعجل بزواجي منها ؟!!!!! ..

هل ستنب شجرة الحب بلا أشواك .. ياله من واقع قاحل لا ينبت بين أحشاء أراضيه سوى صبار ظمآن... سامحك الله يا محمد ..نمت أنت وجعلت النوم يهرب مني بعد أن كنت متأهبا للقائه مع أحلامي الوردية

هل يأتى غدي ومعه مفاجأة
لا أدري

روعة التصوير حسستنى اني شايفة كل اللي بيحصل قدام عينيا

بجد حضرتك مبدع يا مستر في عرض مذكرات الصديق

هو فعلا بيقراها دلوقتى معانا

كدة احنا قلبنا عليه المواجع

بس لو اتعرض زيه للظروف دي كان زمانه انهار واستسلم

تسلم ايديك يا سيادة المدير العام

بجد عمل ادبي تحفة

عروسة البحر كتب:

روعة التصوير حسستنى اني شايفة كل اللي بيحصل قدام عينيا

بجد حضرتك مبدع يا مستر في عرض مذكرات الصديق

هو فعلا بيقراها دلوقتى معانا

كدة احنا قلبنا عليه المواجع

بس لو اتعرض زيه للظروف دي كان زمانه انهار واستسلم

تسلم ايديك يا سيادة المدير العام

بجد عمل ادبي تحفة

شكرا يا عروسة البحر على ردك
وصديقي وعدنى انه سيكون سعيدا
وهو يرى قطعة من ماضيه تكون لنا درسا نتعلم منه

تحياتى

جاء يوم الخميس واستيقظت من نومي مبكرا على غير العادة وذهبت إلى محطة القطار منتظرا القطار الذي اعتادت الاتيان فيه .. و ذهبت إلى محطة القطار وقتلني الانتظار ومر القطار تلو القطار وهي لا تأتي .. لا أعرف سببا لتأخرها ولا أعرف طريقة للاتصال بها غير أن اتصل بأحمد على نقاله الخاص وأسأل عنها ولكني أجلت هذا الحل إلى حين..

مضيت ليلة حالكة وأنا أخلق أسباب واهية لتأخرها.. وأتى الصباح وذهبت إلى محطة القطار ومضى الجمعة والسبت وأنا أحترق شوقا ولهفة جاء الإثنين وأنا على أمل أن تأتي ولما يأست اتصلت بأحمد وبعد ان سألته عن أحواله وأحوال الاسرة .. سألته عنها .. لماذا تأخرت .. قالت أنها ستأتي يوم الخميس.. هل حدث شئ ؟!! ..

أخبرني أحمد بخبر ارتعشت له اوصالي .. إنها في المستشفي أجرت آخر عملية في الفقرات العنقية .. ماذا ..؟ وأخبرني أحمد انها والحمد لله تعافت وستخرج من المستشفى بعد أيام قلائل .. ابتلعت ريقي وسألت سؤالا كنت أخشى من رد فعل أحمد ولكن لساني سبق تفكيري .. ممكن أكلمها يا أحمد ؟ ..

أجاب بهدوء .. نعم ولكن مساءا .. واعطاني رقم تليفونها الخاص .. حفظته بمجرد ان قاله أحمد .. ودعته شاكرا ...مرت ساعات النهار ثقيلة مملة وأنا انتظر المساء حتى أسمع صوتها وأطمئن عليها ..

مشيت في دروب المنيا وشوارعها حتى انهكني المسير وتكومت على كرسي على ناصية مقهى فقير على أطراف المدينة .. أهرب بقلقي الذي أداريه عن الآخرين .. تركت المقهى إلى مسجد صغير وصليت العشاء ودعوت الله أن يتم عليها نعمة الشفاء ..

خرجت من المسجد منشرح الصدر وتوجهت إلى أقرب مركز اتصالات وأعطيت الرقم للفتاه التي تعمل في السنترال وصوتي يرتجف .. دخلت الكابينة وجاءني صوتها متعبا .. اعتذرت ألف اعتذار إن كنت ضايقتها أو أتعبتها أو كلفتها عناء الرد لكن لوعتي تتحكم في حروفي سألتها ألف سؤال في لحظة وما أجابت بغير ..
الحمد لله أنا بخير وشاكرة على السؤال علي .. ربما أحد بجانبها .. متعبة هي .. ما بحثت عن أسباب الاجابة المبتورة ولكنني انهيت مكالمتي بأنني في انتظار عودتها على أحر من الجمر

مرت ايام فراقها ثقيلة واجفة مكثتها عاكفا على كتابة المحاضرات حتى لا يفوتها شيء رغم كرهي للذهاب للكلية وهي ليست فيها وتحملت مشقة ترجمة النصوص الغبية من اجلها وكنت اذهب للمكتبة واجلس في نفس لقاءنا الأول وكلما خلوت بنفسي أتذكر سؤال محمد .. وماذا بعد .. أطرد سؤاله بقوة ..

أتهرب من السؤال متشبثا بخيوط أمل واهية أن يساعدني المهندس كمال فى الارتباط بها .. ولكن هيهات .. سأؤجل هذه الأمنية إلى حين ..مر أسبوع ومن وراءه أسبوع وانا لا أعرف هل اتصل مرة اخرى .. لا استطيع ان اخفي لهفتي ..

على أية حال سأحمل آمالي واذهب إلى محطة القطار عساها أن تأتي بداية هذا الأسبوع .. مرت ساعة كدهر .. وجاء القطار ونزل الركاب وانا افتش عليها في كل الوجوه .. عدت إلى السكن والقلق والضيق يستولى علي .. لا أعرف ماذا افعل .. مضت ليلتي كئيبة وقرأت صحيفة قديمة حتى غلبني النعاس

أيقظني محمد صبيحة هذا اليوم وقلت له في كسل انني لن اذهب للكلية ولكني ايضا تشبثت بالامل ان تكون اتت وذهبت وانا اجرجر اقدامي فأنا أبغض القواعد ..

دخلت المدرج وكم أنت رحيم يا رب .. وجدتها في الصف الثاني وشعرت ان الدماء عادت تجري في عروقي وقلبي عاد له النبض.. انقضت الساعات الطوال واحسست ان عقارب الساعة تجمدت وشلت حركتهاوانتهت المحاضرة ولملم الطلبة اوراقهم ودفاترهم وخرجوا ..

ضاعت مني في الزحام .. ناديت عليها ولم تتوقف .. كانت تنطلق إلى البوابة الرئيسية للكلية .. جريت خلفها .. نظرت نظرة واجمة ولم تنبس ببنت شفة ..
تتحاشى مواجهتى

ماذا حدث ؟؟

ماذا حدث ؟؟
أمازالت تعاودك الآلام .. حمدا لله على سلامتك .. لقد افتقدتك كثيرا لدرجة انني كنت اشعر انني اسير بلا قلب وامشي بلا عقل . اللهم اجعلها آخر الآلام .. ستعودين مرة اخرى نسمة بريئة تداعب وجوهنا وفراشة رقيقة تصافح قلوبنا .. قالت وعيناها تطفق دمعا

مهلا .. لماذا أحببتني .. لماذا لم تترك روحي بلا روح كما هي .. لماذا رددتها إلى ثانية.. لماذا أضأت قبر أحزاني ؟

في يوم فرحها كانت بداية آلامي .. قضيت شهورا أتمزق من الألم .. سافرت وزوجها إلى الكويت .. وحين أجريت لي عمليتى الأخيرة أتت أختى في إجازة غير معتادة بحجة أن تكون بجانبي في العملية وبعد أن عرفت طعم الشفاء وعافاني الله من آلامي .. جاءت تنبش في قبر آلامي من جديد .. لقد أتت لي أختي بالعريس الجاهز من الكويت .. إبن عم زوجها .. طبيب الأسنان المشهور في الكويت وطبعا لم ينساني وبقى يذكرني لما جرى لي في فرح أختي .. مستعد ان ينقل أوراقي لجامعة الكويت ويتمم زواجه في اجازة الصيف القادم .. وافق أبي بعد أن اطمأن على شفائي التام وأمي لم تمانع على ان اكون بجوار أختي ..

رفضت وسافرت إلى كمال ولكنه أقنعني بأنه شاب ممتاز ومهذب وناجح وأمر أحمد أن يرافقني إلى بيت الأسرة بأسيوط ..لقد اتفق الجميع على اعدام حبنا على مقصلة الواقع.. لقد هزمنا قبل ان نخوض المعركة .. معركة الدفاع عن حبنا.. لا ادري . لا أعرف كيف اتصرف .. كل من حولي أقنعوني أنني سأكون سعيدة بجوار أختي .. هم لا يعرفون شئ عن حبنا الطاهر


لقد سمعتك للنهاية ويالها من نهاية .. إنني لا أكاد أصدق ما أسمع .. لم أكن أتصور أنني ضعيف وقليل الحيلة لهذا الحد ..عاجز عن حماية حبي .. لقد كنت أشعر بقرب النهايةولكنني كنت أغالط نفسي ..

قالها لي صديقي محمد : وماذا بعد ؟!!!
نعم ماذا بعد ان مات الورد وانتحر الشجر .. غيطان الأحلام التي غرسناها سويا في أسوان..
ماذا بعد أن نرى حبنا ينزف ولا منقذ .. ولا نعرف ماذا نفعل ؟؟!!!

كنت أشعر باليتم وحين وجدتك كنت أما وأب واختا وصديقة ورفيقة وزميلة وحياة وكل شيء .. كنت اتنفس الحياة من أجلك .. كان قلبي ينبض من أجلك والآن تضيعين مني ولا أجد سلاحا أدافع به عن حبي .. ها هو اليتم الأبدي ..

مقارنة بسيطة لأي عاقل يكسب الدكتور خالد فهو طبيب ناجح وعريس جاهز ولكنني طالب فقير يعيش بلا مأوي على معاش والده الموظف البسيط ..

وبعد ان تمر سنوات أربع سأتوه في غياهب الواقع .. لا تبكي .. أرجوك.. فأنا بعد التخرج لا أعرف لي بيتا ولا عملا ولا دفئا .. سأبقى ريشة في مهب الريح تقذفني الأقدار حيث تشاء .. عصفور غريب يبحث عن عش ..

سأمضي حياتي ذكرى انسان .. وستبقى ذكراك قنديلا ينير لي طريقا لأجمل احساس عشته في حياتي بكل صدق .. اذكريني بالخير .. اذهبي لحياتك ولا تدمع عيناك على ذكرى


كنت أحلم بعالم أكثر رحابة ولكن ..................................

كانت هذه نهاية قصتى التى فازت بالمركز الاول في مسابقة قصور الثقافة بأسوان
وكانت بعنوان ( عندما توقف القلب عن النبض )

الف شكر لكل من تابعوا القصة للنهاية وكل الشكر لصديقي الذي اعطانى اجندته التى اسلهمت منها قصتي فأنا صديقه محمد الذي عاش معه اربعة سنوات جامعية وما لمسته كان رقة طبع ودماثة خلق وتحدي واصرار وهو يعمل الآن مترجما باحدى دور النشر في امريكا

تحياتى وتشكراتى للجميع

والله العظيم قصه جميله جداااااااا ومؤثره ويارب تكون دى نهاية احزانه وميرسى لحضرتك

Aswany كتب:

كانت هذه نهاية قصتى التى فازت بالمركز الاول في مسابقة قصور الثقافة بأسوان
وكانت بعنوان ( عندما توقف القلب عن النبض )

الف شكر لكل من تابعوا القصة للنهاية وكل الشكر لصديقي الذي اعطانى اجندته التى اسلهمت منها قصتي فأنا صديقه محمد الذي عاش معه اربعة سنوات جامعية وما لمسته كان رقة طبع ودماثة خلق وتحدي واصرار وهو يعمل الآن مترجما باحدى دور النشر في امريكا

تحياتى وتشكراتى للجميع

القصة اصلا تستاهل اكتر من كدة يا مستر
والمفروض تتنشر لانها ابداع بكل ما تحمله الكلمة

دمت لنا متألقا مبدعا

بجد يا مستر محمد
دة ابداع وحضرتك فعلا مبدع
وبجد القصة ممتعة
جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
وبها اثارة وتشويق
شكرا لحضرتك

بجد مهما اقول من كلام جميل
برده مايكفيش
موضوع بجد جمـــــــــــيل جدااا
مبدع والله مبدع

عصفورة كتب:

Aswany كتب:

كانت هذه نهاية قصتى التى فازت بالمركز الاول في مسابقة قصور الثقافة بأسوان
وكانت بعنوان ( عندما توقف القلب عن النبض )

الف شكر لكل من تابعوا القصة للنهاية وكل الشكر لصديقي الذي اعطانى اجندته التى اسلهمت منها قصتي فأنا صديقه محمد الذي عاش معه اربعة سنوات جامعية وما لمسته كان رقة طبع ودماثة خلق وتحدي واصرار وهو يعمل الآن مترجما باحدى دور النشر في امريكا

تحياتى وتشكراتى للجميع

القصة اصلا تستاهل اكتر من كدة يا مستر
والمفروض تتنشر لانها ابداع بكل ما تحمله الكلمة

دمت لنا متألقا مبدعا

تسلمي يا عصفورة ع الرد الجميل
وشاكرين ثناؤكم على قصتنا المتواضعة

نبضة قلب كتب:

ان هذه القصة من اروع ما قرأت فعلا
تحياتى لهذا المبدع الذي نصر ان نرى اعماله منشورة بين دفتي كتاب

وانا امنيتى والله يا صديقي ولكن بعد ان اجمعها مع اخواتها
شاكرين ردكم الرائع

Nody كتب:

بجد يا مستر محمد
دة ابداع وحضرتك فعلا مبدع
وبجد القصة ممتعة
جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
وبها اثارة وتشويق
شكرا لحضرتك

ربنا يخليكي يا ندا
والله اخجلتم تواضعنا

~Angel~ كتب:

بجد مهما اقول من كلام جميل
برده مايكفيش
موضوع بجد جمـــــــــــيل جدااا
مبدع والله مبدع

تسلمي يا ملاك
وفعلا زي ما قولتى
نصيحة لاصحاب القلوب الضعيفة بعدم قراءة هذا الموضوع

لن اقول مبدعا ليس لانهم قالوا قبلي
ولكن لان هذه هي الحقيقة التى لا تحتاج الى اعلان

القصة فيها كل المشاعر الانسانية
التى اجدت رسمها ببراعة يا استاذي العزيز

بجد الف شكر الف شكر

بعد البحث والتنقيب انا لقيت القصة بتاعت حضرتك في اكبر المنتديات الادبية
وعليها حجم ردود جامد جدا وعدد مشاهدات تجاوز 6000 مشاهدة

حقيقي حضرتك مبدع يا مستر
انا ماكنتش والله متصورة ان فيه مواهب تانية ف مصر
زي يوسف ادريس ونجيب محفوظ وكدة
محدش ياخد كلامى على محمل المجاملة يا جماعة

لو دورتوا ع القصة دي هتلاقوها في اكتر من رابط ودة واحد منهم
http://www.haridy.com/ib/showthread.php?t=98383

انسان كتب:

لن اقول مبدعا ليس لانهم قالوا قبلي
ولكن لان هذه هي الحقيقة التى لا تحتاج الى اعلان

القصة فيها كل المشاعر الانسانية
التى اجدت رسمها ببراعة يا استاذي العزيز

بجد الف شكر الف شكر

شكرا على ثناؤكم الجميل
بجد دة كتير عليا

Boooky كتب:

بعد البحث والتنقيب انا لقيت القصة بتاعت حضرتك في اكبر المنتديات الادبية
وعليها حجم ردود جامد جدا وعدد مشاهدات تجاوز 6000 مشاهدة

حقيقي حضرتك مبدع يا مستر
انا ماكنتش والله متصورة ان فيه مواهب تانية ف مصر
زي يوسف ادريس ونجيب محفوظ وكدة
محدش ياخد كلامى على محمل المجاملة يا جماعة

لو دورتوا ع القصة دي هتلاقوها في اكتر من رابط ودة واحد منهم
http://www.haridy.com/ib/showthread.php?t=98383

دة انا متراقب بقى وفيه حد بينخرب ورايا

الف شكر يا بوووكي على رقيق كلماتكم

حقا قصه واقعيه للغايه لكن بها كم مشاعر واحاسيس فياضه فعلا

ادمعت عيناى والله
لكن هذه هى الحياه

شكرا لك يااسوانى على اشراكنا معك فى قراءة قصة صديقك

عندما يعجز الكلام عن التعبير
عندما يعجز القلم عن الثناء
عندما يعجز الفكر عن الاستيعاب
يكون الصمت هو المعبر الوحيد عن الاعجاب بهذا الابداع الذى لا مثيل له

افضل موضوع للاسبوع
بجدارة

ام العيال كتب:

حقا قصه واقعيه للغايه لكن بها كم مشاعر واحاسيس فياضه فعلا

ادمعت عيناى والله
لكن هذه هى الحياه

شكرا لك يااسوانى على اشراكنا معك فى قراءة قصة صديقك

كفاية علينا تشريف حضرتك يا أمنـا

بنت مصرية كتب:

عندما يعجز الكلام عن التعبير
عندما يعجز القلم عن الثناء
عندما يعجز الفكر عن الاستيعاب
يكون الصمت هو المعبر الوحيد عن الاعجاب بهذا الابداع الذى لا مثيل له

عندما اعجز انا عن الشكر يا هاجر

الصقر كتب:

افضل موضوع للاسبوع
بجدارة

الف شكر يا كبير

جميل جدا يا مستر

Aswany كتب:

كانت هذه نهاية قصتى التى فازت بالمركز الاول في مسابقة قصور الثقافة بأسوان
وكانت بعنوان ( عندما توقف القلب عن النبض )

الف شكر لكل من تابعوا القصة للنهاية وكل الشكر لصديقي الذي اعطانى اجندته التى اسلهمت منها قصتي فأنا صديقه محمد الذي عاش معه اربعة سنوات جامعية وما لمسته كان رقة طبع ودماثة خلق وتحدي واصرار وهو يعمل الآن مترجما باحدى دور النشر في امريكا

تحياتى وتشكراتى للجميع

بعد دة كله القصة تستاهل المركز الاول طبعا عن جدارة